أجرى العاهل المغربي محمد السادس محادثات، تعتبر الأولى من نوعها، منذ الاتصال الهاتفي بين الملك وبان كي مون الأمين العام للأمم المتحدة في 2012، مع كريستوفر روس وسيط نزاع الصحراء الغربية، في القصر الملكي في مدينة فاس وسط المغرب.
وأعلن الديوان الملكي أن “هذا الاستقبال يندرج في إطار استئناف جهود وسيط النزاع، بعد الضمانات والتوضيحات المقدمة للعاهل المغربي، من طرف بان كي مون، خلال الاتصال الهاتفي، الذي جرى في الصيف الماضي، خاصة حول “طبيعة مهمة” السفير روس، و”معايير التفاوض، التي تؤكد بالخصوص “وجاهة المبادرة المغربية بمنح حكم ذاتي موسع للصحراء” الغربية، والذي تقدمت بها الرباط في عام 2007.
وأكد الملك محمد السادس لوسيط نزاع الصحراء “انخراط المغرب، وتعاونه التام مع جهود الأمم المتحدة”، مع التعبير عن “العزم الأكيد للمملكة في المضي قدماً من أجل البحث، عن حلّ عادل وواقعي”.
وأشار في هذا الإطار إلى أن “مشروع الحكم الذاتي” الموسّع المقدم من طرف الرباط، هو حل مفتوح وذو مصداقية” يمكنه أن “يضع حداً لهذا النزاع الذي يتسبب في عقود من التفرقة”.
وذكر العاهل المغربي للسفير الأميركي “أنه يتعين على الأطراف الأخرى أيضاً أن تبدي روح توافق وانفتاح مماثلين”، متوقفاً في المحادثات الرسمية عند “نجاعة وأهمية الأعمال التي يقوم بها حالياً المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، حول نموذج التنمية الاقتصادية في الصحراء”، وهي الأعمال التي ستشكل “قطب الرحى لتطبيق فعال لمسلسل الجهوية المتقدمة”، خاصة في المناطق الجنوبية.
كما شدّد على “تشبث المغرب الدائم بتعميق علاقات الأخوة وحسن الجوار مع الجزائر”، و”التزام المملكة ببناء مغرب عربي جديد”، قادر على “الاستجابة للتحديات والتهديدات المتعددة التي تواجهها المنطقة”. وشملت المحادثات الرسمية “تبادلاً للآراء بشأن المخاطر المحدقة بمنطقة الساحل والصحراء في ظل تفاقم التهديدات الأمنية”، فـ”عدم حل نزاع الصحراء يمكن أن يشكل عاملاً لاتساع حجم التهديدات، خاصة من خلال إعاقة تعاون فعال بين دول المنطقة”.