ذكرت صحيفة “البناء” اللبنانية، على موقعها الإلكتروني، وهي صحيفة قريبة من نظام الرئيس السوري بشار الأسد و”حزب الله” اللبناني، أن القضاء السوري حكم بالسجن عشرين عاماً على سليمان هلال الأسد، أحد أبناء عمومة بشار الأسد، لقيامه بقتل العقيد في جيش النظام المهندس حسان الشيخ، في وقت سابق من العام الماضي.
وبينما لم يصدر خبر رسمي حتى الآن، فقد أفادت صفحة “دمشق الآن” على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” وهي صفحة قريبة من عائلة رئيس النظام السوري بشار الأسد، أن الحكم على سليمان هلال الأسد، من أبناء عمومة رئيس النظام، بقضية قتله للعقيد حسان الشيخ، قد صدر بسجنه عشرين عاماً كما أفادت الصفحة.
وذكرت الخبر صفحات موالية أخرى، إلا أنه لم يصدر بعد خبر رسمي عن وسائل الإعلام التابعة لنظام الأسد.
وفي إثبات التهمة على واحد من أبناء عائلة الأسد، في قضية قتل هزت الرأي العام في المنطقة الساحلية، وإصدار الحكم عليه بالسجن، فإن الستار يكون قد أسدل على القضية، إلا أنه يكون إدانة أخرى جديدة ومتجددة للنظام السوري، الذي اتسع فتقه على الراتق، ولم يقدر بكل السبل، أن يخفي الجريمة أو فاعلها أو تبرئته بالتهديد أو بالإغراء، خصوصاً أن الشهود هم من عائلة القتيل الذي هو من جيش النظام أصلاً. فيكون الحكم على سليمان هلال الأسد، حكماً بأكثر من شكل، على نظام الأسد، وعلى بشار نفسه، والعائلة، والنظام، وتاريخ الأسرة بحق السوريين.
وكان سليمان هلال الأسد، قد قام بقتل العقيد حسان الشيخ، في محافظة اللاذقية العام الماضي، بسبب خلاف على أفضلية المرور، فقام المدعو سليمان الأسد، وبسبب الدعم اللامحدود الذي يتلقاه من قريبه الرئيس السوري، بفتح النار على العقيد وتصفيته أمام المارة، في حادثة أثارت الرأي العام، في ذلك الوقت.
ويحظى أفراد عائلة الأسد بحماية استثنائية ودعم استثنائي من رئيس النظام السوري، ويتم تقديم مختلف أشكال الحماية والتسليح والمال لهم. إلا أن حادثة قتل العقيد حسان الشيخ، وهو أصلاً ضابط في جيش النظام، أوقعت بشار الأسد في حرج شديد، في بيئته الحاضنة التي تقاتل دفاعاً عن نظامه.
خصوصاً عندما قامت تحركات شعبية في المنطقة مطالبة بإعدام القاتل الذي ارتكب جريمته بدم بارد أمام أعين المارة.
وأمام ضغط الرأي العام، قام نظام الأسد باعتقال سليمان، ثم اختفت الأخبار الواردة في هذا الشأن إلى أن تم تناقل الخبر في الساعات الأخيرة بحبسه عشرين عاماً.
وكانت والدة القاتل سليمان الأسد، وتدعى فاطمة، قد تبرّأت من ابنها في بيان شهير نشرته على صفحتها الخاصة على “فيسبوك” وأشارت في بيانها الذي تناقلته وسائل إعلام متعددة، بأن آل الأسد هم المسؤولون عما وصل إليه سليمان من ارتكاب للجرائم وإدمان على المخدرات، وطالبت رئيس النظام بالتدخل لحمايتها من أهل زوجها هلال الأسد، ابن عم بشار، وقالت إنها ستفضح دورهم في جعل ابنها منحرفاً ومدمناً ومجرماً. مما دفع ببعض من عائلة الأسد إلى محاولة اغتيال السيدة فاطمة مسعود، وأطلقوا عليها النار في بيتها وأصيبت بأربع رصاصات نقلت على إثرها إلى المستشفى.
إلا أن رئيس النظام لم يحرّك ساكناً في هذا المجال، وتم إغلاق الملف كلياً. ولازالت صور السيدة مسعود على صفحتها الشخصية على فيسبوك، تظهرها وهي ممددة على سرير سيارة الإسعاف ومصابة بطلقات نارية في مختلف أنحاء جسمها.
يذكر أن نظام الرئيس السوري، حاول جاهداً دفع الشهود في قضية قتل العقيد حسان الشيخ، لتغيير شهادتهم، إلا أن جهوده باءت بالفشل، تحت ضغط عائلة القتيل الذين كانوا يريدون إعدام القاتل لا سجنه، عقاباً على ارتكابه جريمة القتل بحق ابنهم.
وفي إدانة سليمان هلال الأسد، تكون العائلة أمام “فضيحة” جديدة تضاف إلى سجلها في هذا الشأن، فقد أصبح اسم عائلة رئيس النظام السوري وارتكاب الجرائم، وجهين لعملة واحدة، خصوصاً أن أكبر جرائم العائلة التي لم يبت فيها القضاء السوري أو الدولي بعد، هي جريمة قتل ربع مليون سوري على يد بشار الأسد.
وعلى الفور وردت تعليقات كثيرة تشكك بقيمة الحكم خصوصاً أن الحكم العادل كان الإعدام تبعاً للقانون السوري، وتشكك بالمكان الذي سيقضي فيه القاتل عقوبته.
إلا أن أهم تعليق على الإطلاق ورد بعد إعلان حبس سليمان الأسد عشرين سنة هو: ومتى دور بشار؟
سجن صوري