العربية – أكد السفير الأمريكي في صنعاء جيرالد فايرستاين أن الولايات المتحدة متأكدة من التدخل الإيراني وتصديره السلاح إلى اليمن، داعياً إلى اتخاذ قرارات فاصلة لمواجهة التحديات التي تواجهها البلاد.
وأبان فايرستاين بأن الولايات المتحدة متأكدة من تدخل إيران في اليمن وتأثيره على أمنها، “نعلم مصادر التسليح جيداً، ونعلم أن إيران هي الجهة التي تعمل على توريد السلاح”.
وطالب فايرستاين اليمنيين باستثمار فرصة التحول السياسي الراهن، بغية بناء مجتمع سلمي ديمقراطي، خلال مقابلة مع “العربية” أجراها الزميل حمود منصر، مبينا أن اليمن يعيش على أعتاب مرحلة جديدة، يتوجب فيها اتخاذ جملة من القرارات الفاصلة، لمواجهة التحديات التي تعرقل أي تسوية في البلاد.
مؤتمر الحوار الوطني نتيجة مبادرة “التعاون”
واعتبر السفير الأميركي في اليمن أن مؤتمر الحوار الوطني باليمن الذي انطلق في الثامن عشر من الشهر الجاري، كان نتيجة لمبادرة دول مجلس التعاون الخليجي، والتي تم التوقيع عليها في ديسمبر/كانون الأول عام 2011.
ومضى يقول “على الرغم من التعقيدات التي اكتنفت التحضيرات للمؤتمر، فإن اليمنيين استطاعوا التوصل إلى نتائج مرضية”، مشيراً في الوقت ذاته إلى أن موقف الإدارة الأميركية من الحوار ثابت.
وحول عدم مشاركة بعض الفصائل الجنوبية في الحوار، أكد فايرستاين أن قرار المشاركة متروك للأفراد، ورأى أن الحوار الوطني يشكل منبراً يلتف الناس حوله، بغية تذليل أي عقبات وتحديات تعترض اليمن.
وتابع: “يكفي مشاركة 565 شخصاً من اليمنيين الذين قرروا أن يكونوا جزءاً من الحل السياسي، وأعتقد أن هناك تمثيلاً جيداً للجنوبيين في المؤتمر”، وشدد أيضاً على ضرورة الحاجة إلى خطوات حاسمة لحلحلة الخلافات الحاسمة بين شمال وجنوب اليمن.
واشنطن لا تقبل التدخل في الشأن اليمني
وأثنى السفير على دور الرئيس اليمني الجديد في تقريب وجهات النظر بين الأقطاب السياسية، وعلى مساعيه لخلق فرص للحوار، كما أشاد بزيارته إلى مدينة عدن الجنوبية واجتماعه مع القيادات هناك.
وحول التدخلات الخارجية، ومساعي دول إقليمية لإفشال الحوار، اعتبر فايرستاين أن التدخل في الشأن اليمني مسألة غير مقبولة لواشنطن وللأسرة الدولية، لافتاً إلى أن انتهاج العنف المسلح كوسيلة ضغط لتحقيق الأيديولوجيات من قبل بعض الفصائل المتشددة، مثل جناح علي سالم البيض، يقلل حظوظ النجاح.
وطالب السفير الأميركي بطي صفحة الماضي، وتقديم فرص متساوية لجموع اليمنيين. وأشار إلى وجود اتصالات مع شخصيات يمنية جنوبية، كما ناصر محمد وحيدر العطاس من أجل دفعهما للمشاركة في الحوار.
وفيما يتعلق بضبط شحنات الأسلحة في المياه الإقليمية، قال إن الحوار الوطني يمثل فرصة لتسوية النزاعات، ويقطع الطريق على كل من يسعى لخلق المشكلات، ولا سيما المشاكل التي تؤدي إلى زيادة حدة العنف وتسليح المعارضة المناهضة للحكومة اليمنية.
دعم وحدة التراب اليمني
وفي معرض حديثه عن قضية انفصال الجنوب، شدد فايرستاين على أن واشنطن والمجتمع الدولي يدعمان وحدة التراب اليمني، وأن يكون التمثيل النيابي ممثلاً للقوى السياسية اليمنية كافة.
وعلى صعيد مكافحة الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن، كشف أن ملاحقة عناصر التنظيم في بعض مناطق اليمن، تتم بالتنسيق مع قيادات عسكرية يمنية، وهذا ما أكده الرئيس اليمني في أكثر من مناسبة، وما دام هناك اتفاق سارٍ مع صنعاء، سنستمر في استهداف تنظيم القاعدة.
وفي السياق ذاته، أكد الدبلوماسي الأميركي أن الولايات المتحدة معنية بإعادة تنظيم القدرات العسكرية للقوات اليمنية، وبإعادة فرق التخطيط الأميركية لمساعدة صنعاء على إعادة توازنها، وهذا يسير بالتوازي مع الحوار الوطني.
وختم حديثه قائلاً: سوف نستمر في تقديم مساعدات التنمية، وقدمنا سلفاً 70% من برنامج المساعدات التي تعهدنا بها من خلال مؤتمر المانحين، مؤكداً أن اليمن يواجه تحديات اقتصادية واجتماعية ضخمة.