مع بدء “حلف شمال الأطلسي” عملية نشر منظومة صواريخ “الباتريوت” على الحدود التركية السورية, كشف مصدر سياسي رفيع في أنقرة أن دول الحلف ودولا اقليمية مهمة بينها “دول مجلس التعاون الخليجي” والاردن ومصر يعكفون في الفترة الراهنة على دراسة سيناريوهات التدخل العسكري ضد قوات نظام الأسد في سورية.
وقال المصدر التركي لـ”السياسة”, إن الولايات المتحدة من أبرز المعارضين لشن عملية عسكرية في سورية خشية اندلاع مواجهة شاملة وباهضة الكلفة مع ايران, مشيراً إلى أن بريطانيا وفرنسا من المتحمسين لتوجيه هذه الضربة وهما تجريان حوارات هادئة وسرية مع دوائر رفيعة في موسكو لضمان موقف روسي محايد خلال العملية.
وأوضح أن اسرائيل واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة يلعبان دوراً مهماً في تحريض الحكومة الأميركية على عدم دعم أي ضربة عسكرية محتملة ضد قوات الأسد لاعتبارات تتعلق بأمن مرتفعات الجولان المحتلة, كما أن لدى واشنطن مخاوف من حدوث تبدلات كبيرة وجذرية في العراق اذا سارعت لتوجيه ضربة عسكرية للإطاحة بالأسد.

سوريا
وأضاف أن العاصمتين الغربيتين باريس ولندن تتفاوضان مع دوائر روسية رفيعة لقبول ضربة عسكرية محدودة شريطة أن لا تؤدي الى حدوث فراغ أمني وسياسي في سورية كما حصل في العراق مع ضمان المحافظة على مؤسسة قوات الجيش السوري النظامي التي لديها صلات وثيقة مع المؤسسة العسكرية في روسيا وهذا ما يعني موسكو بشكل أساس.
وأشار المصدر التركي إلى أن الحكومة الأميركية أبلغت شركاءها الغربيين بأنها تؤيد عملية عسكرية في مرحلة ما بعد سقوط الأسد بما فيها توجيه ضربات جوية لقوات المعارضة التابعة لـ”جبهة النصرة” والتنظيمات السلفية المرتبطة بتنظيم “القاعدة” لمنعها من دخول دمشق ولضمان وصول الائتلاف السوري المعارض إلى السلطة كي يتولى ادارة البلاد بعد الأسد.
وأضاف أن المخابرات العسكرية الأميركية طلبت من جميع حلفائها بما فيها تركيا أن تكون على علم بكل شحنات السلاح التي يمكن أن يسمح لها بالوصول إلى قوات المعارضة السورية وأن تتم العملية في النهاية بموافقة واشنطن.
وأكد أن وزارة الدفاع الأميركية باشرت منذ نحو شهر بالاتصالات بمساعدة تركية وقطرية لتشكيل قوة عسكرية خاصة من الجيش السوري الحر تكون معنية بتلقي شحنات السلاح ومسؤولة عن منع وصول أي سلاح الى التنظيمات المتطرفة والتنسيق مع وحدات اميركية لتحديد مخازن بعض الأسلحة الستراتيجية التابعة للجيش النظامي لتأمينها.
وأضاف أن الحكومة العراقية برئاسة نوري المالكي نقلت معلومات مبالغ بها عن حجم التدخل العسكري الايراني وسقف ردود افعال الجماعات المسلحة الشيعية في العراق و لبنان اذا سقط الاسد.
وأوضح أن من بين هذه المعلومات أن قوات ايرانية قد تجتاح الأراضي العراقية اذا كانت هناك عملية عسكرية غربية ضد الأسد ولذلك لا تريد الحكومة الاميركية التورط في حرب مفاجئة وواسعة وتفضل ان تستمر الازمة السورية على حالها مع تحقيق تقدم بطيء لقوات المعارضة وربما تصل التطورات في نهاية المطاف الى حدوث تمرد داخل القوات المسلحة ضد الأسد وهذا افضل الخيارات بالنسبة للدوائر القريبة من الرئيس الاميركي باراك أوباما.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. السياسة: واشنطن عارضت التدخل العسكرى فى سوريا خشية حدوث مواجهة مع إيران
    ____________________________________________________
    بركاتك يا ايران !!!

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *