تقترب الانتخابات الرئاسية المصرية، وأبرز المرشحين حتى الساعة هما المشير عبد الفتاح السيسي وحمدين صباحي. المشهد السياسي في هذه الانتخابات يختلف عما كان عليه في 2012، ويترافق معه انقسام بشأن التحالفات وكتل الدعم، أما اللافت والأبرز فهو غياب مرشحين عن التيار الإسلامي.
القائمة القصيرة للمرشحين مازالت في انتظار قرار الفريق سامي عنان، قائد الأركان السابق، الذي سيعلن موقفه بعد فتح باب الترشح أي بعد 17 فبراير الجاري.
المشهد السياسي ومرشحو الرئاسة لعام 2014 جاء مختلفاً اختلافاً جذرياً عن قائمة طويلة ضمت 13 مرشحاً من تيارات متنوعة في انتخابات عام 2012. وتأتي أيضاً وسط حالة من الاستقطاب غير المسبوق في المشهد السياسي والمجتمعي بعد سقوط حكم الإخوان في 30 يونيو الماضي.
يذكر أن المشير عبد الفتاح السيسي هو المرشح الأبرز والأقوى على الساحة بعد مطالبة قطاعات كبيرة له بالترشح تراه البطل الذي خلص مصر من حكم الإخوان.
كما أن غياب مرشحي التيار الإسلامي يعد هو العنصر الأبرز في هذه الانتخابات، فجماعة الإخوان المسلمين صنفت بأنها جماعة إرهابية ومازالت تعتبر الرئيس السابق محمد مرسي هو الرئيس الشرعي.
أما حزب “النور” السلفي فقد أيد قرار د.عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب “مصر القوية”، بعدم الترشح ويرى أن موقفه يفيد التيار الإسلامي.
وانقسمت الأحزاب الناصرية وحركة “تمرد” حول دعم المشير السيسي أو حمدين صباحي، أما “جبهة الإنقاذ الوطني” التي تضم عددا من الأحزاب الليبرالية والمدنية فلم تعلن موقفها حالياً.
وكان المجلس الأعلى للقوات المسلحة خرج ببيان ترك فيه للسيسي الحق في الاستجابة لنداء الواجب وضرورات الوطن في رسالة تنفي أي انقسام داخلها.
ويرى الكثيرون أنه رغم شعبية السيسي التي تؤهله للفوز من المرحلة الأولى إلا أن وجود أكثر من مرشح بارز سيكون عاملا إيجابيا في عدم خروج هذه الانتخابات للمشير.
معركة انتخابية قوية
وتعليقاً على الموضوع، قال عبد الله السناوي، عضو “جبهة الإنقاذ الوطني”، في مداخلة مع قناة “العربية” من القاهرة اليوم الجمعة، إن المشير السيسي سوف يترشح مؤكداً أن هذا القرار قد حسم نهائياً. وأضاف: “هو يريد أن يتأكد أنه واقف على أرضية صلبة.. وهو يريد أن يطمئن على المؤسسة العسكرية قبل أن يتركها، حيث إنه لا يريد أن يواجه الانتقادات التي وجهت للمشير طنطاوي من قبله”.
وأكد السناوي أن السيسي سوف يستقيل مع نهاية شهر فبراير وبداية شهر مارس.
أما عن فرص حمدين صباحي في الرئاسة، قال السناوي إن فرص السيسي أكبر بكثير من فرص صباحي، مضيفاً: “نحن أمام مرشح عتيد، حيث إن صباحي قد حل ثالثاً في الانتخابات الماضية.. نحن أمام مرشح قوي وله قاعدة شعبية كبيرة خصوصاً في أوساط الشباب.. وهو قادر على خلخلة جبهة السيسي”، مشيراً إلى أن المعركة ستكون صعبة للغاية خصوصاً مع مرشح مثل السيسي.
ومن جانبه، قال الدكتور شعبان عبد العليم، الأمين المساعد لحزب “النور” السلفي، في مداخلة مع قناة “العربية” من القاهرة، إن المشير السيسي له مؤيدين كثيرين، إلا أن الكثير منهم سوف يتخلون عنه بعد خلعه لزيه العسكري.
وأكد أن المعركة ستعتمد على المرشحين الآخرين الذين سيخوضون الانتخابات، حيث إنه لا يمكن التنبؤ بالفرص الآن، إلا بعد أن يستقيل السيسي ويظهر بزيه المدني.
وبسؤاله عن دعم حزب “النور” لأي مرشح، قال عبد العليم إنه لن يكون لحزب “النور” أي مرشح في الانتخابات القادمة، مضيفاً: “سندعم بقوة من سيثبت أنه الأصلح من خلال برنامجه الانتخابي”. أشار أن حزب “النور” لن يقيم أي مرشح الآن لحين غلق باب الترشح وصدور القائمة النهائية للمرشحين ودراسة برامجهم الانتخابية.