أكدت منظمة الصحة العالمية أن الحكومة السعودية أخذت فيروس كورونا الجديد على محمل الجد، وأن وزارة الصحة قد شرعت فعلياً في اتخاذ العديد من الخطى الحثيثة والفعالة تجاه تعزيز الصحة العامة، منها تكثيف إجراءات الترصد الوبائي، والبدء في التحري حول هذا المرض، وتفعيل النشاط البحثي في هذا الشأن وكذلك اتخاذ تدابير الوقاية والمكافحة.
وشددت المنظمة في بيان صحافي أصدرته اليوم حول الفيروس أن “ظهور هذا الفيروس الجديد (كورونا) يلقى اهتماما عالمياً، كونه أحد التحديات الرئيسية التي تواجه كل الدول المتأثرة به، فضلاً عن سائر الدول في جميع أنحاء العالم، وهو الأمر الذي دعا وزارة الصحة بالمملكة إلى الاعتراف بخطورة هذا التحدي، وطلب المساعدة من منظمة الصحة العالمية لتقييم الوضع وتقديم المشورة والتوصيات التي من شأنها الإسهام في التصدي لهذا الفيروس، وإنه ليسعد المنظمة أن تأتي إلى هنا للتعاون مع السعودية”.. وأضافت “لا ينبغي أن ننسى أنه مرض جديد وأن ثمة فراغات في معرفتنا بطبيعة المرض تستلزم حتما بعض الوقت ليتسنى لنا ملؤها”.
وقالت المنظمة في بيانها: “لقد شاهدنا بأنفسنا، في السعودية، أهمية الترصد الدقيق للأمراض. فعند ظهور حالات جديدة – كما يحدث غالبا – يجب على جميع البلدان الإبلاغ عنها فورا”.
وأكدت المنظمة في بيانها بالتأكيد على أن هناك أسباباً تكمن وراء اكتشاف حالات إصابة جديدة في السعودية، لعل أهمها المضي في تعزيز نظام الترصد الصحي والقدرات المعملية، وكذلك الشبكة التي تربط المعامل الصحية بعضها ببعض.
وكشفت المنظمة في أنه مما أمكن التوصل إليه حتى الوقت الراهن أن هذا المرض يتسبب بالإصابة بفيروس ينتمي إلى ما يُعرف بمجموعة فيروسات كورونا (corona viruses)، وهي العائلة التي ينتمي إليها – أيضًا – فيروس سارس (SARs)، ويختلف عن سارس إلا أن انتماءهما إلى العائلة ذاتها من الفيروسات قد ضاعف القلق الذي أثاره ظهور هذا الفيروس الجديد.
وبينت المنظمة أنه لم يكن خافيا عليها وقوع إصابات منذ عام 2012، وإن لم تكن تعلم على وجه اليقين أين يعيش هذا الفيروس، وأن الإصابة به قد تؤدي لدى الكثيرين إلى الإصابة بالالتهاب الرئوي لكنها لا تعلم نسبة الإصابة بمرض بسيط جراء الإصابة بالفيروس، ولوحظ أن أكثر الذين تعرضوا للإصابة حتى وقتنا هذا هم من الرجال المسنين، وغالبيتهم يعانون بعض الاضطرابات الصحية، لكن لم يتسنَ لها تفسير ذلك.
وشددت المنظمة أنه توجد هناك عوامل أخرى كثيرة لم تستوعبها بعد فمثلاً، كيف يصاب الأشخاص بفيروس كورونا ؟ وهل تنتقل العدوى إليهم من الحيوانات أم من الأسطح التي تحمل الفيروس.. وهل للفيروس القدرة على الانتقال من شخص إلى آخر؟، وليست على دراية كاملة بمدى انتشار هذا الفيروس سواء في بلدان المنطقة أو غيرها من المناطق حول العالم.
ورأت أنه لا يوجد ما يثبت أن هذا الفيروس لديه القدرة على الاستمرار في التفشي بشكل عام بين المجتمعات، مشددة على ضرورة اتخاذ العديد من الإجراءات العاجلة، ومن أهما ضرورة سعي جميع البلدان، سواء داخل المنطقة أو خارجها، لزيادة مستوى الوعي بين السكان.