دعا الملك المغربي محمد السادس إلى قيام الأحزاب والمرّشحين الذين لم يتفوّقوا في الانتخابات الأخيرة إلى القيام بالنقد الذاتي البناء لتصحيح الأخطاء وتقويم الاختلالات ومواصلة العمل الجاد، مشيرًا إلى رفضه للبكاء على الأطلال، وكذا الاتهامات “الباطلة الموجهة للسلطات المختصة بتنظيم الانتخابات”.
وتابع العاهل المغربي في كلمته الموجهة لممثلي الأمة بمناسبة افتتاح السنة الخامسة من الولاية التشريعية، اليوم الجمعة أن ” الضمانات التي تم توفيرها في الانتخابات تضاهي مثيلاتها في أكبر الديمقراطيات عبر العالم، بل إنها لا توجد إلا في قليل من الدول”، مطالبًا ممّن يعتبرون أنفسهم مظلومين “بسبب بعض التجاوزات المعزولة التي تعرفها عادة الممارسة الديمقراطية” اللجوء إلى القضاء.
كما دعا العاهل المغربي إلى الترّفع عن الصراعات الهامشية، قائلًا إن التوجه نحوها يكون دائمًا على “حساب القضايا الملحة والانشغالات الحقيقية للمواطنين، وهو ما يؤدي إلى عدم الرضى الشعبي على العمل السياسي بصفة عامة، ويجعل المواطن لا يهتم بالدور الحقيقي للبرلمان”، متحدثًا عن أن البرلمان يجب أن يكون فضاءً للحوار الجاد والمسؤول حول كل القضايا الوطنية الكبرى.
وطالب الملك محمد السادس باستكمال مشاريع القوانين التنظيمية العالقة، ومنها ما يتعلّق بالطابع الرسمي للغة الأمازيغية، وبالمجلس الوطني للغات والثقافة المغربية، وبممارسة حق الإضراب ومجلس الوصاية، مناديًا كذلك بالإسراع بانتخاب أعضاء المحكمة الدستورية، وتفعيل النصوص القانونية المتعلقة بمجلس المنافسة والهيأة الوطنية للنزاهة والوقاية من الرشوة، وتحيين قوانين عدد من المؤسسات الحقوقية والرقابية.