بدأ العاهل المغربي محمد السادس زيارته للجمهورية السنغالية، مساء الجمعة، في جولة إفريقية تدوم زهاء الأسبوعين تقوده أيضا إلى كوت ديفوار “ساحل العاج”، والغابون، وذلك بهدف تعزيز علاقات المغرب الاقتصادية والسياسية وحتى الروحية مع ودول جنوب الصحراء، في ظل التوتر الذي تعيشه منطقة غرب إفريقيا بسبب الحرب في مالي.
ويجمع بين الدول الإفريقية الثلاث التي يزورها ملك المغرب، رابط مشترك كونها شهدت تغييرا في قمة السلطة، حيث إن ماكي سال في السينغال خلف عبدالله واد في انتخابات مارس/آذار من السنة الفائتة، واعتلى الحسن وتارا سدة الحكم في ساحل العاج بعد اندحار الرئيس السابق لوران كباكبو، فيما ترأس الغابون علي بونغو خلفا لوالده عمر بونغو.
سياقات الزيارة
واعتبر الدكتور سعيد الصديقي، أستاذ العلاقات الدولية بجامعة محمد بن عبدالله بفاس، في حديث مع “العربية.نت” أن زيارة الملك محمد السادس الحالية إلى الدول الإفريقية الثلاث تؤكد أهمية القارة السمراء في استراتيجية المغرب لتعزيز نفوذه الجهوي.
وأردف الصديقي بأن هذه الزيارة تهدف أيضا إلى تكريس المكاسب الدبلوماسية التي حققها المغرب خلال الشهور الماضية من خلال حضوره المهم في كل مجريات الأزمة المالية، إضافة إلى نشاط الدبلوماسية المغربية اللافت في إطار المجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (سيدياو) وتجمع دول الساحل والصحراء.
وأفاد أستاذ القانون الدولي في جامعة العين للعلوم والتكنولوجيا بأن زيارة ملك المغرب إلى الدول الإفريقية الثلاث دفعة واحدة ترمي إلى تحقيق فئتين من الأهداف الأساسية؛ اقتصادية وسياسية؛ وهي الأهداف ذاتها التي كانت وراء آخر زيارة ملكية إلى بعض الدول الإفريقية جنوب الصحراء عام 2009.
أهداف الزيارة إلى إفريقيا
وأوضح المحلل بأنه فيما يتعلق بالأهداف الاقتصادية، تعد إفريقيا اليوم قارة المستقبل ليس للمغرب فحسب، بل أيضا لمختلف القوى الاقتصادية الكبرى التي بدأت تفكر في مرحلة ما بعد آسيا، مشيرا إلى أن الأهمية الاقتصادية لجولة الملك تبدو جلية من خلال تشكيلة الوفد الرسمي المصاحب للملك.
وتابع الصديقي بأن دول إفريقيا جنوب الصحراء تحتضن استثمارات مغربية مهمة، حيث تشير الإحصائيات إلى أن حجم استثمارات المغرب فيها تقدر بنحو 400 مليون دولار، لذلك تسعى الدبلوماسية المغربية إلى تعزيز هذا الحضور الاقتصادي، وفتح آفاق جديدة لرؤوس الأموال المغربية.
وفي الجانب السياسي، يُكمل الصديقي، فالمغرب يسعى من خلال هذه الزيارة إلى تقوية نفوذه في القارة الإفريقية باعتبارها مرتكزا أساسيا لدوره الجهوي باعتباره دولة محورية، خاصة أن المغرب لا يمكن له أن يعزز مركزه مع باقي المحاور الجهوية التي يرتبط معها بشراكات أو علاقات متقدمة في كل من أوروبا وأمريكا الشمالية والعالم العربي دون أن يكون له تأثير سياسي مهم في القارة الإفريقية.
ولفت الصديقي إلى أنه من المؤكد أيضا أن الدبلوماسية المغربية ترمي، ولو بشكل غير مباشر، إلى الدفاع عن تصوره لحل قضية الصحراء التي تحتل دوما حتى وإن لم يعلن عن ذلك جدول أعمال زيارات المسؤولين المغاربة إلى الدول الإفريقية.
وسائل سياسية وروحية
وأوضح الصديقي أن المغرب يوظف أربع وسائل لتحقيق هذه الأهداف وهي: أولا: القنوات الروحية من خلال الارتباط المذهبي المشترك؛ وهو المذهب المالكي؛ والروحي، من قبيل الزوايا الصوفية لاسيما الزاوية التيجانية، مع كثير من دول إفريقيا جنوب الصحراء.
وثاني الوسائل التي ينهجها المغرب تتمثل في الآليات الاقتصادية، والتي تكمن في استثمار رؤوس أموال مغربية في قطاعات حيوية كثيرة في هذه الدول، وتقديم الدعم المالي والاقتصادي لها، إضافة إلى إلغاء ديونه المستحقة على الدول الإفريقية الأقل نموا، علاوة على إعفاء منتجاتها الواردة إلى المغرب من الرسوم الجمركية.
والوسيلة الثالثة تتجسد، بحسب الصديقي، في الآليات الدبلوماسية والسياسية التي تظهر في النشاط الدبلوماسي المغربي في مختلف المؤسسات الدولية للدفاع عن القضايا الإفريقية؛ كما حدث مؤخرا في حالة أزمة شمال مالي؛ أما الوسيلة الرابعة فهي الآليات الأمنية والعسكرية من خلال دعم استقرار بعض الدول، مثل وجود جنود مغاربة في دولة الكوت ديفوار منذ 2004.
عسسسسسسسل … يا خوانا عسسسسسسسسسل و الحليوة ( البادي جارد ) لي معه مرب————–ى هههههههههههه لازلت اذكر كان فتى احلاااام صديقاتي …. أيام الدراسة…..أتكلم عن البادي جارد.