في درعا، انطلقت الشرارة الأولى حين رسم أطفال درعا على جدران مدرسة كتابات تطالب بالحرية، فاعتقلتهم قوات الأمن واقتلعت أظافرهم، وهكذا انطلقت صيحات التكبير والمظاهرات من الجامع العمري، من درعا الثورة، وإلى درعا اتجهت موفدة “العربية” ريما مكتبي، لتسجل “العربية” اسمها كأول محطة دولية تدخل درعا البلد والمحافظة عبر فريق صحافي صور ما حدث ويحدث، وسجل عدة تقارير من واقع محافظة درعا، التي لا تزال تتواجد على أطرافها القوات النظامية.
تعد درعا البوابة الجنوبية لدمشق، وفيها أشرس المعارك منذ أشهر طويلة وقوات الجيش الحر يقاتلون القوات النظامية في درعا البلد، في مقرات مخفية يجتمون للتخطيط.
ولا تزال درعا جبهة مفتوحة على مصراعيها، والشباب يسقطون واحداً تلو الآخر. ويقول الشيخ محمد مسالمة “مقاتل في الجيش الحر”: “نحنا 6 إخوة وثلاث أخوات، نقاتل من قتل أطفال، نقاتل أناس انتهكوا الحرمات، نحن عشنا عمر ونحنا منخدم هالناس الظالمة”.
يبقى الظلام هو صديق الثوار، حتى أضواء السيارة تبقى خافتة، فالقناصة على مرمى حجر.
يقول أبو شريف المحاميد (قائد ميداني في الجيش الحر): “النظام متمسك بدرعا لأنو عارف أنو سقوط دمشق بيبلش من درعا، وهي معقل الثورة إن شاء الله”.
تحفر الممرات بين البيوت المتلاصقة لصد أي هجوم قد تشنه قوات النظام في منطقة تُعرف بمنطقة حوران، التي يكرر أنصار المعارضة فيها شعار: “الموت ولا المذلة”، ويتمسكون هنا بنيتهم قلب النظام.