سقط عدد من القتلى والجرحى المدنيين في انفجارين متزامنين وقعا اليوم الأربعاء في منطقة بئر حسن في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، وتبنت كتائب عبدالله عزام، عبر حسابها على “تويتر”، التفجيرين الانتحاريين في بئر حسن، رداً على قتال حزب الله في سوريا.
واستقبلت العديد من المشافي اللبنانية المصابين كمستشفى رفيق الحريري الحكومي الذي استقبل عشرات الجرحى من المدنيين.
وقع الانفجار بالقرب من دار للأيتام على مقاعد الدراسة وسقط نتيجتها عدد من طلاب دار الأيتام الإسلامية بين عداد الجرحى.
ومن ضمن جرحى دار الأيتام الإسلامية طفلة تدعى دنيا ومعها صديقتها أمل، لم تقو والدة أمل على الكلام. لأنها أم وحيدة تربي أطفالَها بعدَ أن توفى الزوج قبل ثلاثةِ أعوام، واليوم كغيرِها من الأمهات لم تعد قادرةً على حمايةِ أيتامِها من إرهابٍ قد يطالُهم على حين غَرة.
وفي حديث لـ”العربية نت” قالت أمل ابنة الـ15 ربيعا: “عندما وقع الانفجار كنا في الصف وسمعنا صوتا قويا وتناثر الزجاج، بعدها انهار السقف على رؤوسنا فركض الجميع”.
وأضافت أمل: “هذه ليست المرة الأولى التي يطال فيها الإرهاب منطقة بئر حسن وكنا نتوقع تفجيرا آخر واليوم أخاف أن أعود الى دار الأيتام لنقتل في تفجير ثالث”.
رأيت ابنتي تخرج حية
تحدثت “العربية نت” مع والد الطفلة الناجية دنيا: “طلبت إجازة من عملي وركضت مسرعا وعندما وصلت الى المكان لم يسمح رجال الأمن بدخولي لكنني دخلت رغما عن الجميع فابنتي في الداخل”.
وأكمل قائلاً: “وصلت إلى دار الأيتام وجدت حطاما وركاما يحيط بالمكان، وبعدها رأيت دنيا تخرج من بين الغبار فأجبرتها على الصعود إلى سيارة الإسعاف بعد تعرضها لإصابة في كتفها”.
دنيا انضمت الى دار الأيتام بسبب أوضاع عائلتها الاجتماعية والاقتصادية وتقول بأنها كانت دائما تخاف من انفجار جديد يطال المنطقة وقد حصل.
ومن المصابين أيضاً جراء التفجير أيضاً التقت “العربية نت” بفاطمة ضياء (45 عاما) والتي أصيبت في غرفة منزلها بعد انهيار الزجاج عليها.
وفي حديث لـ”العربية نت” قالت “سبحان الله الذي يساعدنا على إكمال حياتنا، الإرهابي لا دين له ولا وطن ولا عقيدة. ما ذنب المدنيين؟ يقتلون الأطفال والمارة والعمال، ويحاربون الفقراء على الأرض ويلاحقونهم الى مصدر رزقهم”.
ويجتمع على أبوابِ المستشفياتِ عائلات تدقق في أسماءِ الجرحى بحثا عن ابنٍ هنا أو قريبٍ هناك، والغضب يعتري الجميع بسبب هذه الانفجارات المتكررة.