تعهد رئيس الحكومة التونسية علي العريض، الجمعة، كتابياً بالاستقالة، وقدمها إلى ممثلي لجنة رباعية تتولى رعاية الحوار الوطني، الذي كان مقرراً أن ينطلق الجمعة، وأعلنت المعارضة انسحابها منه في ظل أزمة ثقة.
وإلى ذلك، أكدت مصادر أمنية لـ”العربية”، الجمعة، سقوط قتيل، و3 جرحى على الأقل في حالة حرجة، وتوقيف 3 أشخاص، في تبادل إطلاق نار بين الأمن وعناصر مسلحة في حي النصر بتونس العاصمة.
وقالت وزارة الداخلية التونسية في بيان “إنه تم الاشتباه صباح الجمعة في سيارة على متنها مجموعة من الأشخاص بجهة حيّ النصر (الضاحية الغربية للعاصمة)، وتمّت الإشارة لسائقها بالتوقف، إلا أنه لم يمتثل لأربع دوريات متتابعة، ما اضطر الوحدات الأمنية إلى إقامة حاجز بالسيارات وإيقاف السيارة المشتبه بها”.
وأشار بيان الداخلية إلى أن “سائق السيارة الملاحقة قد أبدى مقاومة خلال عملية إنزاله، وحاول الاستيلاء على سلاح أحد الأعوان، ممّا تسبب في خروج طلق ناري أصاب السائق وتمّ نقله لتلقي الإسعافات. وتمّ إيقاف 4 أشخاص والتحريات متواصلة”.
ومن جانبه، أكد الناطق الرسمي بوزارة الداخلية التونسية، محمد علي العروي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية “أن المشتبه به الذي تم إطلاق النار عليه أمام المدرسة الإعدادية بحي النصر، أصيب بعد أن أطلقت دورية للحرس الوطني النار في اتجاه السيارة التي كان يستقلها رفقة 4 ملتحين آخرين”.
وقال محللون إن الوضع السياسي في تونس مرشح للتصعيد والعنف والمواجهات الميدانية.
حكومة النهضة لن تستمر
وقال الباجي قائد السبسي، رئيس حركة “نداء تونس”، في حوار تلفزيوني، الخميس، مع قناة “نسمة” المحلية، إنه لا خيار أمام حكومة النهضة الإسلامية، التي يرأسها علي العريض غير الاستقالة، وإن حكومة العريض تحولت إلى حكومة تصريف أعمال.
كما استبعد السبسي أن تستمر حكومة العريض أيام أخرى، وأن شرعية الحكومة الحالية قد انتهت بعد مرور سنة على انتخابات المجلس الوطني التأسيسي. مشيراً إلى أن هناك أطرافا وجهات دولية مستعدة لإعانة تونس بمجرد خروج حكومة النهضة الإسلامية. التي قال إنها تتحمل مسؤولية تردي الأوضاع الأمنية وانتشار الإرهاب.
وأرجع السبسي إصراره على استقالة الحكومة، إلى تردي الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية وأيضاً الأمنية. مشيراً إلى أن تفجر الإرهاب وصعوبة الأوضاع الاقتصادية، لا يمكن التغلب عنها إلا بخروج الحكومة الحالية، التي “أصبحت عاجزة عن إدارة شؤون الحكم” حسب قوله.
وأفاد السبسي أنه وبعد فترة حكم النهضة الإسلامية، حصلت لديه قناعة بأن الإسلاميين “قد خيبوا ظنه” وأنهم لم “يبقوا أوفياء لرصيدهم النضالي”. وأضاف “أن الحل لم يعد بيد النهضة الآن، وأن الأمور خرجت من تصرفها أو من عهدتها”.
وأوضح السبسي أن حركة النهضة قد “اختطفت” من قبل ما أصبح يعرف بالصقور، وأن دور الغنوشي تراجع جدا.
الاستقالة لكن بشروط
من جانب آخر، جدّد رئيس الحكومة علي العريّض مساء الخميس خلال حوار تلفزيوني مع قناة الوطنيّة الأولى، التأكيد على أنه كرئيس حكومة يتعهد باحترام خارطة الطريق في تكاملها وترابطها داعيا الجميع من أحزاب سياسيّة ونواب المجلس التأسيسي أن يبرهنوا على نيّتهم في إنجاز المطلوب منهم.
ولدى تطرقه إلى العوامل المؤثرة في تعثر الحوار الوطني أوضح رئيس الحكومة أن عاملين يؤثران بصفة مباشرة على الحوار يتمثل الأول في عنصر الإرهاب والثاني في تسميم المناخات.
وقال العريض إنّ حكومته تمثل كامل الشعب وطلب استقالتها لا مانع فيه لكن دون ترك البلاد في حالة فراغ خاصة في ظل حرب ما انفكت تتصاعد على الإرهاب قائلا: “إذا كان هناك من يريد إدخال البلاد في الفوضى وهي في حالة حرب ضد الإرهاب فإنني كرئيس للحكومة مسؤول أمام الله والشعب لا أترك البلاد في غموض”.
وأوضح العريض أنه مستعدّ لتطبيق ما ورد في خارطة الطريق شرط توفير مجموعة الالتزامات الواردة فيها وعندما تكون البلاد على حالة وضوح في الرؤية من ذلك الانتهاء من الدستور وإتمام القانون الانتخابي وتشكيل هيئة الانتخابات والاتفاق على مواعيدها.