العربية- لجأت الجماعات المتطرفة في سوريا إلى أسلوب غير مسبوق لتستقطب عشرات المتطوعين المتصفحين للإنترنت إلى صفوفها من خلال نشر صور متشددين قتلى تعلو الابتسامة وجوههم.
ويقوم الأسلوب على لجوء تلك الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة إلى استخدام صور لمقاتليها الذين قضوا في الصراع الدائر في سوريا مع التركيز على إظهار ابتسامات عريضة تعلو وجوههم في إيحاء على ابتهاج بموتهم في أرض القتال، أو كما تصفه هذه الجماعات باستشهادهم، بهدف استقطاب متطوعين جدد إلى صفوفها.
وتخضع الصور لبعض التعديلات عليها لضمان أن تحظى بأكبر نسبة مشاهدة يتم نشرها على الإنترنت من خلال مواقع التواصل الاجتماعي “تويتر” و”فيسبوك”، إضافة الى “فليكر” و”إنستاغرام” على أن ترفق صور المقاتلين القتلى بدعوة للمتصفحين إلى الاحتفال بموتهم باعتبارهم أبطالاً.
وهكذا تعدّ صور هؤلاء أداة تجنيد بيد الجماعات المتطرفة المقاتلة في سوريا، وواحدة من طقوس الخدمة بين المقاتلين المنضوين في صفوفها.
إلا أن استغلال الجماعات المتطرفة للإنترنت أخيراً تعدى اعتبار الأخيرة أداة اتصال وتواصل فقط.
وأشار رصدٌ أجراه المعهد التنفيذي لمعهد الشرق الأوسط للأبحاث العلمية المتخصص بمراقبة المواقع على شبكة الإنترنت إلى أن الجماعات المتطرفة في سوريا باتت تستخدم الشبكة العنكبوتية أيضاً لجمع المال والتبرعات من المتعاطفين معها.
كما لجأت جماعات متطرفة لاستخدام حسابات “سكايب” لإجراء مقابلات مع مجندين محتملين أو مع خبراء لتبادل المشورة بشأن التكتيكات العسكرية وذلك بعد أن كان استخدام تلك الجماعات للإنترنت مقتصراً على توثيق تسجيلات لتدريباتها أو مقاطع مزعومة لانتصاراتها.
“داعش” الوجه الدموي لتنظيم القاعدة
من جانبه قال الباحث في شؤون الجماعات المسلحة حمود الزيادي لنشرة الرابعة على “العربية” إن تنظيم دولة العراق والشام المعروف بـ”داعش” يسيء إلى الثورة السورية بشكل كبير وهي تمثل الخط الأكثر تطرفاً في الجماعات المتطرفة في سوريا وهي امتداد لتنظيم القاعدة ولكنها الوجه الأكثر دموية للقاعدة.
وأوضح أن “داعش” تزرع الانشقاق في صفوف الثورة السورية، حيث تقوم بتطبيق الحدود الإسلامية على الناس والمناطق التي تسيطر عليها، ويقاتلون بعض الفصائل الأخرى لأنها تخالفهم في مبادئهم وأفكارهم وبذلك فإن “داعش” تخدم نظام الأسد بشكل غير مباشر.
وقال إن “داعش” تقوم بتجنيد الكثير من الشباب في الخليج والمنطقة العربية لتقوم بعد ذلك بتصديرهم مجدداً بفكر دموي مما يمثل ذلك خطر كبير على المنطقة بأكملها.
من جانبه قال النائب الكويتي السابق وليد الطبطائي إن “داعش” يسيء إلى الثورة السورية من خلال نقله لمشاهد قطع الرؤوس وأعمال القتل التي تمارس في حق المدنيين، مؤكداً أنه يرفض أسلوب قتل واختطاف المدنيين وتخوين الناس الذي يمارس في سوريا الآن باسم الثورة، وأضاف الطبطبائي أن غالبية هذه الممارسات تصدر من غير السوريين، الذين أصبحوا عبئاً على الثورة السورية، سواءً كانوا من الكويت أو الخليج أو أي من البلدان العربية.