رحلة طويلة خاضها القيادي الكويتي في تنظيم القاعدة، محسن الفضلي، قادته من عائلته الشيعية إلى صفوف التنظيم المتشدد ومنه إلى عمليات أمنية في منطقة الخليج وإيران وصولا إلى سوريا التي شكل فيها “شبكة خراسان” التي استهدفتها واشنطن مؤخرا، فمن هو الفضلي وكيف انتقل إلى العمل المسلح؟
يذكر موقع “السكينة” الذي يعمل بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في المملكة العربية السعودية من أجل التصدي لـ”الأفكار المتشددة” أن الفضلي، هو أخطر وأهم عنصر كويتي في تنظيم القاعدة، وارتبط اسمه كثيرا بأحداث التفجير والمواجهات الأمنية داخل الكويت وخارجها.
ويعتقد أن الفضلي على صلة بمواجهات وقعت قرب الحدود السعودية، إلى جانب التورط بتجنيد الأحداث للعراق، وقضايا أخرى خارج الكويت مثل محاولة تدمير المدمرة كول على ساحل اليمن، وهو على قوائم المطلوبين للسعودية منذ عام 2005، وهو كذلك من بين المطلوبين للولايات المتحدة، وقد ورد اسمه في خطاب للرئيس السابق، جورج بوش، حيث عده من بين أبرز الإرهابيين الذين تلاحقهم واشنطن في العالم.
وبرز اسم محسن الفضلي قد برز للمرة الأولى عام 2000 عندما ألقت السلطات الأمنية الكويتية القبض عليه بتهمة محاولة تفجير مؤتمر التجارة العالمي الذي عقد في العاصمة القطرية الدوحة بمشاركة إسرائيلية، حيث برئ من هذه التهمة، بينما قضت المحكمة بإدانة متهمين آخرين، كذلك قضت محكمة التمييز الكويتية ببراءته من قضية تفجير سفينة بعد إدانته بمحاكم الدرجات الدنيا، ومن ثم ورد اسمه بقضايا على صلة بمحاولات اغتيال لشخصيات عراقية، علما أن الفضلي هو “هو السني الوحيد في عائلته الشيعية” وفقا لما أكدته “السكينة.”
أما صحيفة “الشرق الأوسط” الواسعة الانتشار فأشارت إلى أن الفضلي متهم بتمويل عمليات عسكرية في العراق، من أبرزها مقتل محمد باقر الحكيم بسيارة مفخخة في النجف في أغسطس/آب 2003 خارج المسجد الرئيسي في مدينة النجف، وقتل معه فيها نحو 95 من أتباعه، وعز الدين سليم، رئيس مجلس الحكم الانتقالي في مايو/أيار 2004، بسيارة مفخخة في المنطقة الخضراء ببغداد، ليخلفه غازي الياور في رئاسة مجلس الحكم الانتقالي.
وفي عام 2008، وردت معلومات حول فرار الفضلي من الكويت إلى إيران – عن طريق البحر على الأغلب – حيث تزعم شبكة القاعدة فيها، وتولى مساعدته السعودي عادل راضي الحربي، ويعتقد أن الفضلي تولى من إيران تمويل القاعدة والإشراف على عمليات انتقال العديد من المقاتلين من باكستان إلى أوروبا وأمريكا وسوريا عبر إيران وتركيا.
وبحسب موقع “السكينة” فإن احتدام الخلاف بين إيران وتنظيم القاعدة حول الموقف من سوريا مع تزايد نشاط التنظيم المعارض للرئيس السوري بشار الأسد، وما تبعه من قيام إيران بتسليم شخصيات من التنظيم، على رأسهم محفوظ ولد الوليد إلى موريتانيا، بعد سنوات قضاها في سجن إيراني، في رد من طهران على التنظيم الذي رد عبر هجوم نفذته “جبهة النصرة” ضد الممثلية الثقافية الإيرانية بدمشق.
ويعتقد أن الفضلي اضطر بعد ذلك إلى مغادرة إيران تحت الضغط الذي تعرض له التنظيم فيها، وكان من بين أبرز مؤشراته اضطرار سليمان أبوغيث، صهر زعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن، إلى تركها أيضا.