سيطرت صباح أمس فصائل من الجيش السوري الحر، على رأسها جيش الفتح وجيش النصر وأحرار الشام والفرقة الأولى والثانية الساحلية، على عدة مناطق في جبل الأكراد بريف اللاذقية، أبرزها بلدة “كنسبا”، ومجموعة من القرى والمناطق الأخرى.
جاء هذا التحرير بعد معارك عنيفة مع قوات الأسد، ضمن معركة “اليرموك” التي أطلقها الثوار في 27 يونيو الماضي، من أجل تحرير جبل التركمان وجبل الأكراد في ريف اللاذقية.
وتأتي أهمية هذه المعركة كونها تنطلق من كافة المحاور، ويشارك فيها كامل فصائل الجيش الحر وقوات المعارضة السورية في الساحل السوري، إضافة لتأييد جيش الفتح الذي زحفت أفراده من مناطق الشمال والشرق من أجل هذه المعركة.
وأفاد سليم العمر، صحافي في ريف اللاذقية لـ”العربية.نت” بمقتل 34 من عناصر قوات الأسد وميليشياته، وعدد من الجرحى خلال المعارك وبعض الأسرى، بينما استطاعت فصائل الحر السيطرة على بلدة “كنسبا”، إلى جانب “قلعة شلف والشيخ يوسف” اللتين تعدان من أعلى قمم جبل الأكراد وخط الدفاع الأول عن كنسبا الاستراتيجية والقريبة من مدينة سلمى.
وأضاف العمر أن الحر اغتنم 4 دبابات وعربة “بي إم بي” وأسلحة وذخائر، وصواريخ مضادة للدروع وعددا من الرشاشات، بينما يواصل عناصره ملاحقة فلول قوات الأسد والميليشيات الشيعية التي فرت باتجاه مدينة سلمى.
فيما يقوم الأسد بقصف جنوني لكامل مناطق جبل التركمان والأكراد بشتى أنواع الصواريخ والقذائف.
معركة مباغتة للثوار والنظام يفقد آماله في دخول إدلب مجدداً
يذكر أن هذه المناطق كانت تحت سيطرة المعارضة السورية، ولكن النظام منذ شهور استعادها بمساندة روسية ليعود الثوار ويسترجعونها اليوم مجدداً.
الناشط الإعلامي محمد مدنية في ريف اللاذقية تحدث لـ”العربية.نت” عن فقدان أمل نظام الأسد دخول محافظة إدلب من جديد، خصوصاً محور جسر الشغور، فبعد تحرير هذه المناطق يستحيل على نظام الأسد التحضير لفتح جبهة قريبة منها.
وذكر خلال حديثه خلو هذه المناطق من المدنيين منذ أن قام النظام بسيطرته عليها والطيران الروسي الذي كان له الأثر الكبير بتهجير هؤلاء المدنيين من منازلهم بسبب التغطية النارية الكثيفة، وجميع المدنيين في هذه المناطق نزحوا لجسر الشغور ومناطق في الشمال.
هذا وقد بدأ الثوار استهداف مدينة القرداحة مسقط رأس الأسد بقذائف من عيار 130 في تمهيد واضح لمتابعة العمل العسكري على الأرض ضد قوات النظام، والتقدم في المناطق الساحلية التي يعتبرها النظام منذ بداية الثورة مناطقه الآمنة، كما تترافق التحضيرات لاستكمال المعارك في هذه المناطق مع معنويات مرتفعة لهم ووعود بأن القادم أعظم.