تلتقي المعارضة السورية اليوم الجمعة في اسطنبول للبت في امكانية مشاركتها في مؤتمر جنيف-2 الدولي حول سوريا، بحسب ما أكد عضو الإئتلاف الوطني بسام المالك في اتصال مع العربية. وأوضح أن أحد مطالبهم أو شروطهم للمشاركة في جنيف كان فك الخناق عن المناظق المحاصرة، والسماح بادخال المساعدات الانسانية، إلا أن هذا الشرط لم يتحقق بعد.
وقبل خمسة ايام من انطلاق المؤتمر الدولي بمبادرة أميركية روسية، تعقد الجمعية العامة للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية اجتماعا مغلقا في أحد فنادق ضواحي اسطنبول. وكان مندوبو المعارضة المعتدلة للرئيس السوري بشار الأسد عجزوا خلال اجتماع سابق في اسطنبول قبل عشرة أيام عن اتخاذ قرار بشأن المشاركة في المؤتمر الدولي حول سوريا.
وفي محاولة أخيرة من واشنطن لإقناع المعارضة بالمشاركة قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري للمعارضة إن المؤتمر فرصة لتحقيق أهداف الشعب السوري وثورته من خلال حل سياسي، ورفض كيري مطالبة كل من موسكو وإيران والنظام السوري بأن يتناول جنيف 2 مكافحة الإرهاب بدل الأزمة السورية
كما أكد أن من يريد إعادة كتابة التاريخ وتعكير المياه عليه أن يعرف أن هدف جنيف 2 هو تشكيل هيئة انتقالية حاكمة تتمتع بكامل السلطات التي يتم وضعها من خلال الرضا المتبادل بين الأطراف السورية المعنية. وأوضح أن واشنطن تصر على أن الشخص الذي سيترأس الحكومة الانتقالية المقبلة يجب أن يكون مختاراً بطريقة توافقية بين المعارضة والنظام، مشيراً إلى أن الأسد لن يكون فيها ولن يلعب دوراً مستقبلياً.
وقال كيري: “إن اجتماع جنيف 2 سيكون تطبيقاً لجنيف 1، ولن تتغير العناوين، في إشارة واضحة إلى مطالب النظام السوري وربما دعم روسيا له. إن المؤتمر سيبحث في مكافحة الإرهاب كأولوية في أجندته المطروحة”. وأضاف “إن هذا النظام الذي أدى إلى مقتل مئات الآلاف وإلى جعل سوريا مغناطيس الإرهاب لن يكون جاداً في مكافحته أو خلق مستقبل أفضل للسوريين”.
إلى ذلك، أشار وزير خارجية أميركا إلى أن الولايات المتحدة تعطي أولوية كبيرة للوضع الإنساني الذي وصفه بالكارثي، وستسعى إلى تحقيق بعض إجراءات بناء الثقة، مثل إيصال الطعام والأدوية إلى المناطق المحاصرة، وإطلاق سراح السجناء السياسيين، ووقف جزئي لإطلاق النار. ونوه بتقديم الولايات المتحدة 380 مليون دولار كمساعدات إنسانية في مؤتمر الدول المانحة في الكويت.
كما أوضح أن الولايات المتحدة قلقة من تنامي التطرف والمنظمات الإرهابية في سوريا، وأنها تدعو إلى حل سلمي لإنهاء المعاناة الإنسانية. ووجه كلمة للشعب السوري قائلاً: “إن الولايات المتحدة تقف معهم، وتؤمن أن الحل الوحيد هو سياسي وليس عسكرياً”.