قال العاهل الأردني، الملك عبدالله الثاني بن الحسين، إن البيئة الحاضنة لتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام أو ما يُعرف بـ”داعش،” هي بيئة ضعيفة.
وتابع العاهل الأردني قائلا في مقابلة أجراها مع جريدة الدستور الأردنية: “جاء قرار اعتبار المناطق الشمالية والشمالية الشرقية مناطق عسكرية مغلقة بعد تحذيرات أردنية متعددة من وجود عناصر متطرفة ضمن تجمعات اللاجئين التي تقترب من هذه الحدود. ونحن لن نسمح، بأي حال من الأحوال، بتشكيل مواقع لعصابة داعش الإرهابية أو بؤر للتهريب أو الخارجين عن القانون قرب حدودنا.”
وتابع قائلا: “بالنسبة للعالقين على الحدود، فلقد جاءوا من مناطق تنتشر وتسيطر عليها عصابة داعش الإرهابية، ونحن على أتم الاستعداد لتسهيل عبور هؤلاء العالقين لأي دولة تبدي استعدادها لاستضافتهم. ولن نسمح لأحد بالمزاودة علينا أو ممارسة الضغوط. فأمننا الوطني في مقدمة الأولويات وفوق كل الاعتبارات. ونحن ملتزمون بالتعاون مع المجتمع الدولي لإيجاد حلول مناسبة، والتي لن تكون بأي حال من الأحوال على حسابنا.”
وفي رد على سؤال حول جهود العراق لتطهير أراضيه من عصابة داعش، قال الملك عبدالله الثاني: “ندعم الجهود التي تقوم بها الحكومة العراقية والشعب العراقي لمكافحة الإرهاب والقضاء على عصاباته الإجرامية. ولضمان استمرار نجاح هذه الجهود، فلا بد من تعزيز مشاركة جميع مكونات الشعب العراقي الشقيق في العملية السياسية، وسائر المؤسسات الوطنية وعدم تهميش أو إقصاء أي منها.”
ولفت الملك الأردني إلى أنه ومنذ اليوم الأول لظهور داعش وأشكالها من العصابات الإرهابية “شددنا على أن جهود مواجهتها ستكون حربا أمنية وفكرية. هذه الحرب طويلة الأمد وميادينها تتطلب استمرار التعاون والتنسيق، في إطار استراتيجية شمولية، للقضاء على هذه العصابات والوقاية من عودة ظهورها مستقبلا.. إن الحرب على الخوارج هي حربنا كعرب ومسلمين بالدرجة الأولى، فهم يسعون لتشويه ديننا الحنيف، وزرع الكراهية والفتن في مجتمعاتنا.”
وأكد على أن “هناك تقدم ميداني ملموس في تطويق داعش وهذه الجهود العسكرية مستمرة، ويجب أن يوازيها مسار سياسي تنموي في المناطق التي عانت من فظائع داعش، ولابد في جميع الأحوال من منظومة فكرية سياسية اجتماعية متكاملة تحمي وتحصّن مجتمعاتنا كافة من الغلو والتطرف، ولعلّ ذلك هو التحدي الأكبر في زمننا.”