طالب رئيس البرلمان العراقي أسامة النجيفي الجيش العراقي بالبقاء على الحياد, وعدمِ الانخراط في أي نزاع والابتعاد عن الشأن السوري. وكشف النجيفي أن تحقيقاً يجري لمعرفة ما حصل في بلدة ربيعة الحدودية مع سوريا منذ يومين.
وأثارت التطورات العسكرية التي شهدتها الحدودُ العراقية السورية خلال الأيام الماضية المخاوف من تخطي الأزمة الحدودَ السورية الى دول الجوار، مع اقتراب الذكرى الثانية للأزمة السورية.

أسامة النجيفي
فالمعارضة السورية سعت منذ بدء الثورة الى تدخل لمجلس الأمن الدولي من خلال الفصل السابع، أما النظام فلم يتوانَ عن اللعب على تصدير الأزمة إلى الخارج بطرق شتى، لكسب موقف دولي مناهض لما يسميه الإرهاب.
ففي الجنوب بدأت كل من إسرائيل ولبنان تلمسان وصول الأزمة الى عمقهما بشكل واضح، فإسرائيل لوّحت لمجلس الأمن بعدم الوقوف مكتوفة الأيدي جراء استمرار سقوط قذائف صاروخية على المنطقة المنزوعة السلاح من هضبة الجولان لمرات عدة، محملة النظام مسؤولية ذلك.
أما لبنان فلم تسعفه سياسة النأي بالنفس، فهو منقسم بين مؤيد لنظام الأسد كحزب الله، وجماعات أخرى داعمة للمعارضة السورية. هذا الزجّ القسري اللبناني ظهر جلياً مؤخراً في تدخل عناصر حزب الله في القتال الى جانب قوات الأسد في قرى محافظة حمص، وسبقه كذلك اشتباكات متعددة في مدينة صيدا اللبنانية.
الجارة الشرقية العراق، تتجه هي الأخرى نحو الانزلاق في الأزمة بعد مقتل 48 جندياً سورياً على أراضيها في كمين بمحافظة الأنبار، متهمة مجموعة إرهابية سورية بالتسلل وقتل عشرات الجنود السوريين والعراقيين.
وطال الامتداد في شهور سابقة الحدود الأردنية بسقوط قذائف واشتباكات محدودة. وسبقها محاولة توريط تركيا في الشمال بقصف قراها الجنوبية بالصواريخ، الأمر الذي أدى بالناتو الى نشر صواريخ باتيروت لحمايتها.
ومع اقتراب السنة الثالثة للصراع، بدأت الازمة تثير مخاوف حلفاء الأسد أيضاً، فالخارجية الروسية قالت إن مقتل الجنود السوريين في العراق يؤكد تمدد النزاع وانتشاره إلى خارج حدود سوريا. يأتي هذا مع اقتراب عدد اللاجئين من المليون في دول الجوار، ليضع ضاغطاً جديداً يستدعى تدخلاً دولياً ما، للحفاظ على السلم الدولي في المنطقة.

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *