أمر أمير “جبهة النصرة” في منطقة حارم بريف إدلب، صباح الثلاثاء الماضي، بإغلاق المعهد المتوسطي في المدينة، والتابع للائتلاف الوطني السوري المعارض، كونه يدرس اللغة الإنجليزية، والتي وصفها الأمير بـ”لغة الصليبيين”.
وفي هذا السياق، قال أحد الطلاب الذي كان يدرس في هذا المعهد إنه تفاجأ هو وعدد آخر من الطلاب بقرار “الأمير” بإغلاق قسم اللغة الإنجليزية من المعهد، كونه الجهة الوحيدة التي تعترف بشهادة الثانوية العامة التي تصدر عن عدد من مدارس تابعة للمعارضة السورية في سوريا وتركيا.
وذكّر بأن المعهد افتتح العام الماضي بعد مناشدات من السوريين للائتلاف المعارض بإيجاد حل لدراستهم، كون شهاداتهم غير معترف بها من قبل النظام السوري، أي في الجامعات والمعاهد التي بقيت تحت سيطرته في دمشق وحلب وإدلب.
من جانبها، قالت الكاتبة والناشطة السورية هبة عز الدين إن “الائتلاف المعارض افتتح العام الماضي المعهد وبدأ الطلاب بالتسجيل، والبارحة بدأت أول أيام الدراسة فيه.. لكننا تفاجئنا جميعاً بقرار جبهة النصرة بإغلاق بعض أقسامه”.
وأوضحت عز الدين أن المعهد كان سيدرس اللغتين العربية والإنجليزية بالإضافة إلى الصف الخاص الذي يخرج أساتذة للمراحل الابتدائية.
وأضافت أن بعض الطلاب سأل أحد عناصر “جبهة النصرة” عن سبب الإغلاق، فأجاب هذا الأخير أن “النصرة” ستغلق قسم اللغة الإنجليزية كونها لغة “الصليبيين”، مضيفاً أن “جبهة النصرة” ستطبق قراراً يلزم الفتيات بعدم الدراسة، كونها “حرمة” حيث إن عملها يكون في بيت زوجها أو بتربية أولادها فقط.
وأوضح هذا العنصر للطالب أن “كون الإسلام حديثاً في المنطقة” ستطبقه “جبهة النصرة” بالتدريج وستسمح مبدئياً بدراسة اللغة العربية فقط.
وقرار “جبهة النصرة” هذا أعقب مظاهرة نسائية قامت بها عشرات الفتيات في مدينة حارم رفضاً للباس الشرعي الذي فرضته الجبهة منذ أسابيع على نساء المدينة وللتنديد بالاعتقالات العشوائية التي تطال العشرات يومياً من الشباب والرجال بتهم تتعلق بالانتساب إلى “الجيش السوري الحر” الذي يصفه تنظيما “داعش” و”النصرة” بأنه “مرتد وعميل للغرب”.
وفي السياق نفسه، أكدت الكاتبة عز الدين أن “جبهة النصرة” بدأت بتطبيق قرار اللباس الشرعي في المدينة وما حولها من قرى منذ أسابيع، وتم مضايقة من لم يلتزم عبر توجيه الشتائم والمعاكسات اللفظية له، بالإضافة إلى حدوث بعض حالات التحرش من قبل عناصر “النصرة”.
وأضافت أن بعض “الجهات الإعلامية الثورية” قد ساعدت التنظيم بالتشهير بالفتيات اللواتي لم يلتزمن باللباس الشرعي، ووصفهن بأبشع الأوصاف، كما طُلِب ممن لا يريد الالتزام بهذا القرار الذاهب إلى المناطق الساحلية من سوريا التي يسيطر عليها النظام.