(CNN) — في غمار حرب أهلية طاحنة بسوريا، تدور رحاها منذ أكثر من عامين قتل فيها أكثر من 100 ألف شخص، وقد يشكل شهر أغسطس/آب الجاري علامة فاصلة فيها، مع الحديث عناستعدادات لعمل عسكري، يبدو أن حساب الرئيس السوري، بشار الأسد، بموقع انستغرام يدور في فلك آخر بعيد كل البعد عن ما يدور على واقع الأرض ببلاده.
ويخلو “انستغرام” الأسد من أي صور لميدان القتال القميئة والوحشية، بل على النقيض يطل من خلال حسابه على الموقع بعدد من الصور التي تظهره وزوجته بلقطات تملؤها الابتسامات والحب “الشعبي” له.
ولا يأتي ذكر الحرب الأهلية الدامية، التي قد تأخذ شكلاً مختلفاً خلال الأيام القليلة المقبلة، إلا من خلال عناوين لبعض الصور تظهر “الرئيس” وهو يصافح “حماة المدنيين الذي يعملون لاستعادة الأمن والاستقرار” من الجنود في داريا.
ويبدو الجنود، وبحسب الصور التي بدت في صفحة الأسد بتاريخ الأول من أغسطس/آب الجاري، وهم متحمسون وفي طمأنينة وليسوا في أجواء حرب.
وفي اليوم التالي، عرضت صور لـ”النقيب” الأسد وهو يساعد، وعدد من رفقائه، في بناء مخيم في سوريا عام 1994، أي قبل قرابة 6 سنوات قبيل تولي السلطة خلفاً لوالده، حافظ الأسد.
وتفاوتت تساؤلات بعض أتباع “الأسد” في “انستغرام” وعددهم 34 ألف معجب، من مستغرب لتمكن “سيدة سوريا الأولى” من إيجاد بعض الوقت للتبضع لشراء أحذية”، في حين طالبها آخر بنشر صور لأحذيتها من تصميم “كريستيان لوبوتان” – التي لا يقل ثمن الزوج منها عن ألف دولار فقط!
وحفل حساب انستغرام، لبقية الشهر، بالعديد من الفعاليات الدبلوماسية وتقديم الجوائز، كما ظهر الأسد، بجانب زوجته أسماء، وهما يشاركان في الاعداد للإفطار خلال شهر رمضان.
كما حفل بالعديد من التمنيات الطيبة من معجبيه منها “فليباركك الله” و”نحن نحبك” و”نريدك أن تفوز في هذه الحرب.”
ويشار إلى الأسد كان قد أعلن الشهر الماضي، عن طريق تغريدة بحساب في موقع “تويتر” الاجتماعي، عن تدشين حسابه بـ “انستغرام” حيث توالى نشر الصور بالموقع منذ 24 يوليو/تموز الفائت. علماً بأن له حسابا على موقع “فيسبوك” وآخر بـ”يوتيوب” المختص بأفلام الفيديو.
وفي الأثناء، يختلف المشهد على واقع الأرض خلال أغسطس/آب الحالي، حيث استهل الشهر بانفجار في مستودع للذخيرة راح ضحيته 40 قتيلا، تلتها أنباء عن زيارة مفتشين دوليين للتحقيق في مزاعم استخدام قوات النظام لأسلحة كيماوية، وفي مطلع الأسبوع، تعرض مفتشو الأمم المتحدة لإطلاق نار أثناء توجههم للتحقيق في مزاعم هجوم كيماوي جديد، دفع بالولايات المتحدة لتحريك سفن حربية قرب سوريا مع تزايد التصريحات عن تدخل عسكري متوقع.