وافقت المحكمة العليا في باكستان الأربعاء، على النظر بالاستئناف المقدم من امرأة مسيحية صدر بحقها حكم بالإعدام، بعد إدانتها بتهمة “الإساءة للنبي محمد”، و”التجديف بالذات الإلهية.”
وقال المحامي سيف الملوك إن هيئة المحكمة العليا في “لاهور”، المكونة من ثلاثة قضاة، قررت قبول الطعن المقدم من موكلته، وتُدعى آسيا بيبي، مع الإبقاء على الحكم السابق، الصادر أواخر العام 2010.
وكانت المحكمة قد رفض الطعن السابق الذي قدمه المحامي، في أكتوبر/ تشرين الأول من العام الماضي، ولم تعلن السلطات الباكستانية، طوال تلك الفترة، عن موعد محدد لتنفيذ الإعدام بحق المرأة المسيحية.
وأُدينت بيبي، وهي أم لخمسة أبناء، بالإساءة للنبي محمد، والتشكيك في القرآن، بينما كانت مع عدد من النساء المسلمات في حقل بإحدى القرى في جنوب غربي مدينة “لاهور” بولاية “البنجاب”، وسط باكستان.
وبحسب وثائق، فقد أخبرت المرأة زميلاتها المسلمات بأن “القرآن مزور”، كما أدلت بتعليقات “مسيئة” بحق إحدى زوجات النبي محمد، بالإضافة إلى تعليقات أخرى تتعلق بمرض النبي في أيامه الأخيرة قبل وفاته.
وأدلت المرأة المسيحية بتلك الأقوال بعدما رفضت زميلاتها من العاملات المسلمات الشرب من إناء لمسته بيبي بيديها، على اعتبار أنها غير مسلمة.
وكشف المسؤول بالشرطة المحلية، محمد إلياس، في تصريحات سابقة ، أن أحد رجال الدين الإسلامي، قام بتقديم الدعوى ضد المرأة في يونيو/ حزيران 2009، بعدما اشتكت إليه زميلاتها في العمل.
وقبل تقديمها للمحاكمة، قالت بيبي في مؤتمر صحفي إن الاتهامات الموجهة إليها “ملفقة” من قبل مجموعة من النساء لا يحبونها، وأضافت: “لدينا بعض الاختلافات، وهذه هي طريقتهن للانتقام.”
وذكر المحامي لـCNN أنه أبلغ المحكمة، خلال جلسة الأربعاء، بأن هناك “تناقض” في الأدلة التي قدمها الادعاء في مذكرة إحالة بيبي للمحاكمة.
وأضاف أن ملف القضية ستتم مراجعته من قبل هيئة المحكمة بالكامل، لافتاً إلى أنه لم يتم تحديد موعد للبدء بنظر الاستئناف.
وأثارت الحكم بإعدام بيبي، الذي يُعد الأول من نوعه في باكستان، إحدى أكبر الدول الإسلامية، انتقادات واسعة من قبل العديد من المنظمات الحقوقية الدولية.
ويشكل المسيحيون أقلية ضئيلة جداً في باكستان، بينما يشكل المسلمون حوالي 95 في المائة من سكانها.