أنشأ تنظيم داعش الإرهابي معسكراً للتدريب تحت اسم “معسكر الزرقاوي” في مدينة الرقة المحتلة بشكل كامل من قبله. وبحسب البيان الذي نشره التنظيم فإن المعسكر خرج أمس الدفعة الأولى من المقاتلين و”المجاهدين”، بحسب تعبيرهم.
وبحسب الصور فإن عدد هؤلاء يصل لبضع مئات، ولا يمكن معرفة الرقم الحقيقي لعدد المتدربين والخريجين، حسبما أكد الناشط “أ. الرقاوي”، وبحسب الرقاوي فإن هذا المعسكر على الأغلب أنشأه داعش في معسكر الطلائع “سابقاً”.
ويبدو تزامن تخريج المقاتلين الجدد لداعش مع حلول ذكرى الثورة السورية الثالثة، أمراً مثيراً للسخط والغضب لدى أهل الرقة والسوريين عامة، خصوصاً أن التنظيم أعلن قبل يومين عن إنشاء رايته الجديدة بأبعاد (6*12) م ووضعها في مركز المدينة، لتتحول أول مدينة محررة من نظام الأسد بالكامل، إلى أول مدينة محتلة بشكل كامل من داعش.
حياة ينقصها الحياة
في شهر فبراير من هذا العام أسس داعش كتيبة الخنساء النسائية الداعشية، وخصصها لتفتيش وإيقاف واعتقال النساء من المخالفات لقوانين داعش، وقامت الكتيبة بمداهمات لمدارس فتيات في المدينة واعتقال 10 فتيات في المرحلة الثانوية وجلدهن بتهمة مخالفة تعليمات داعش.
كما عمد التنظيم إلى تجنيد الأطفال ما بين 14-16 عاماً في بداية هذا العام من أبناء المدينة، وذلك وسط عجز كامل من قبل أهالي الأطفال عن إيقاف سحب أولادهم إلى كتائب داعش، خصوصاً أن الأخير يقوم بعملية ممنهجة لغسل دماغ الأطفال وتهيئتهم لتنفيذ العمليات الانتحارية، وفقاً لأهداف وغايات التنظيم المتطرف، حيث يخضعهم إلى دورات خاصة تحت اسم “دورات الأشبال” للتأثير فيهم، ليتحولوا إلى أداة طيعة بيد التنظيم، وليتحول السلاح في أيديهم إلى مصدر قوة لا تجابه.
يقول الناشط “أ. الرقاوي” إن الحياة مستمرة في المدينة، ولكن مع استبدال سيطرة الأسد بسيطرة داعش، فالخوف يسيطر على الناس، خصوصاً أن رجال داعش لا يتوانون عن تنفيذ أي إعدام إذا شعروا أن الأمر يتطلب القتل، ويعيش مسيحيو الرقة تحت وصاية داعش، إذ إنهم يدفعون الجزية التي فرضها عليهم التنظيم، ويرتدون اللباس الذي حددته قوانين المسيطر على المدينة حالياً.
وفي حالات الإعدام الميداني، فإنه يتم تجميع الناس في ساحة، وجلب “المتهم” ورأسه في كيس قماشي، وليتم قراءة التهمة، ويجثو المتهم على ركبتيه ليتم تنفيذ الحكم بإطلاق النار عليه. يحافظ التنظيم على تنفيذ قوانينه بالمدينة عن طريق تواجده الدائم في الأسواق والشوارع والساحات الرئيسية، ويسيطر على كل منافذ الرقة، ولتتحول المدينة إلى عاصمة داعش.
يذكر أنه في سبتمبر 2013 قام تنظيم داعش في بداية احتلاله للمدينة بكسر الصلبان على الكنيستين الموجودتين في الرقة، وأحرق محتويات الكنيستين (البشارة والشهداء)، ما دعا معظم المسيحيين للخروج من المدينة، ولتتبقى 10 عائلات فقط في المدينة.
ويبدو أن الرقة عادت من حيث الخوف من المخابرات إلى عهد حافظ الأسد، وإن كان السوريون في عهد الأسد الأب كانوا يخافون حتى من “الجدران” لئلا تكتب عنهم تقارير أمنية، فإن الرقاويين اليوم يعيشون خوف الخطأ بأي كلمة لئلا تصل إلى “داعش” وينالون عقاباً معلناً وقاسياً جداً.