بالصور..لاجئات سوريا يبحثن عن الدعم النفسي بمخيم الزعتري

(CNN)– قد تبدو حياكة بعض الأشغال الصوفية البسيطة، أو رسم لوحات تعبيرية بأقلام الرصاص، أموراً عابرة ومسلية للبعض، لكنها تشكل ملاذاً حقيقياً لمئاتاللاجئات السورياتفي مخيم الزعتري بالأردن، كوسيلة لتجاوز الألم النفسي، عقب رحلة لجوء مريرة لحقتها أيضاً أشكال من العنف الأسري داخلالمخيم.

وتخفيف حدة التوتر والألم عبر عقد جلسات تفريغ نفسي، هي الآلية التي اعتمدتها عدة منظمات عاملة داخل المخيم، الذي يضم ما يقارب 160 ألف لاجئ، حيث تستقبل ثلاثة مراكز تابعة لمؤسسة “نور الحسين” الأردنية المختصة بتقديم الدعم النفسي، نحو 200 مراجع لكل مركز يومياً من رجال ونساء على حد سواء، للمشورة النفسية والصحة الإنجابية.

وقالت منال التهتموني، المشرفة على المشروع الممول من صندوق الأمم المتحدة للسكان إن “مراكز الزعتري قدمت الخدمة لنحو 13 ألف منتفع منذ أغسطس (آب) 2012، أي منذ افتتاح المخيم، فيما سجلت الأشهر الأولى من السنة الحالية 10 آلاف مراجع.”

لكن التهتموني كشفت أيضاً، خلال جولة لوسائل إعلام، عن شكاوى وقوع العنف الأسري على النساء في المخيم، ولفتت إلى أنها تتنوع بين العنف الجسدي واللفظي، مشيرة إلى تقديم المركز للمشورات.

وقالت التهتموني: “عشت صدمة اللجوء في البداية، ولم أتخيل أنني سأعيش في مخيم، ساعدني العاملون في المركز على تفريغ الضغط النفسي عبر جلسات استماع، ومن ثم توعية بضرورة التأقلم والدعم، خاصة أننا جميعا مررنا بمآسي قتل أقرباء وتعذيب والتخويف من حوادث اغتصاب السوريات.”

وتشير عاملات في المراكز إلى صعوبة تمييز حالة التوتر لدى النساء اللاجئات، فيما إذا كانت بسبب اللجوء فقط، أو إذا كانت مصحوبة بعنف أسري، حيث تخشى النساء الإفصاح عن ذلك، بينما يقتصر دور المراكز على تقديم المشورة النفسية.

وتشهد المراكز إقبالاً متزايداً خاصة من النساء اللواتي يشكلن 70 في المائة من المراجعات، لما تقدمه لاحقاً من فرص عمل بنظام الساعة، حيث تتقاضى اليوم الشابة اللاجئة بعمر 25 عاماً، 30 ديناراً أردنياً عن خمسة أيام عمل أسبوعياً.