بعد مرور 20 يوماً على انفجار حي الميدان في دمشق، الذي تبين لاحقاً أن “طفلة انتحارية” نفذته بإيعاز من والدها “أبو نمر السوري” الذي نشرت “العربية.نت” فيديو يظهر تفاخره بإرساله ابنتيه للموت، أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان الأحد أن “الوالد” قتل متأثراً بإصابته في حي تشرين عند أطراف العاصمة دمشق.
وفي التفاصيل، فإن عبد الرحمن شداد الملقب بـ” أبو نمر السوري”، مات متأثراً بجروح خطرة أصيب بها عقب إطلاق النار عليه بشكل مباشر من قبل مسلحين مجهولين خلال خروجه من مكان تواجده في حي تشرين الواقع عند أطراف العاصمة دمشق بين حيي برزة والقابون، حيث أكدت مصادر أهلية للمرصد السوري أن أبو نمر أصيب بشكل مباشر بطلقات نارية خلال استهدافه من قبل مسلحين مجهولين.
كما أكدت المصادر الأهلية أن “جبهة فتح الشام” (النصرة) سابقاً، كانت متواجدة في المنطقة التي استهدف بها أبو نمر ورجحت المصادر أن تكون جبهة فتح الشام هي من قامت باغتياله، حيث كان عبد الرحمن شداد يعمل تحت حمايتها.
وكانت الطفلة فاطمة، فُخخت من قبل والديها وهما أبو نمر السوري وزوجته، لإرسالها إلى حي الميدان وتفجيرها في قسم شرطة النظام السوري بالحي الواقع في وسط العاصمة السورية.
وظهرت فاطمة التي تبلغ من العمر 9 سنوات قبل حوالي 10 أيام، في شريط مصور، مع أختها إسلام التي تنقصها بنحو سنة من العمر، وسيدة مخفية الوجه تقبلهم قبل أن تمضي الطفلتان في طريقهما الذي رسمه والدهما، بعد أن أحاط خصريهما بحزامين ناسفين. كما ظهرت في فيديو آخر إلى جانب أختها مع والديهما الذي راح يسأل طفلتيه عن “مهمة الموت” التي أوكلت لهما.
من هو “مفجر ابنته”؟
أبو نمر السوري هو من سكان المنطقة الواقعة بين حيي برزة والقابون الواقعين عند أطراف العاصمة دمشق، انضم في البداية إلى صفوف جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام)، ثم ترك الأخير لينضم إلى صفوف تنظيم “داعش” في غوطة دمشق الشرقية، قبيل المعارك التي دارت بين الفصائل العاملة في الغوطة الشرقية وداعش. وطرد الأخير من الغوطة، ليترك بعدها أبو نمر العمل التنظيمي مع التنظيم، ويعود وينضم إلى حركة أحرار الشام، ويعمل معهم في قطاع القابون بالأطراف الشرقية للعاصمة دمشق، كـ “قيادي أمني”، بحسب ما أورد المرصد.
إلى ذلك، نقل المرصد عن مصادر مطلعة، أن سبب عمله كأمني في حركة أحرار الشام، هو نتيجة لخبرته وعلاقاته داخل العاصمة دمشق.
وعاد أبو نمر السوري لفك ارتباطه بالحركة، والعمل بشكل مستقل تحت عباءة وحماية جبهة النصرة (جبهة فتح الشام) حالياً، حيث أكدت مصادر مقربة من أبو نمر السوري، أنه كان قليل الظهور، ولا يخرج من مكان تواجده إلا ليلاً، ويرتدي حزاماً ناسفاً بشكل دائم، وأن الشريطين المصورين جرى تصويرهما بالفعل من قبل أبو نمر وزوجته، وهما الشريطان اللذان ظهر فيهما أبو نمر السوري وزوجته وطفلتيهما فاطمة التي فجرت نفسها بقسم شرطة الميدان، وإسلام التي كانت قد دُفعت لتفجير نفسها، إلا أن الخطة المرسومة لها لم تنجح فجرى العدول عن قرار تفجيرها لنفسها.
كما يبدو أن عبد الرحمن شداد من عائلة لها سوابق في “العمليات الانتحارية”، إذ أفاد المرصد أن شقيقه وزوجة شقيقه فجرا نفسيهما في إحدى المناطق في العاصمة دمشق في العام 2014، خلال مداهمة قوات النظام لمنزلهما.