نشرت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية تقريرا عن تأثير الحرب على أطفال سوريا، وقالت إن الفصول الدراسية الموجودة فى المدارس المخصصة لأطفال اللاجئين السوريين تمتلئ جدرانها برسومات ملونة تصور مشاهد من المذابح فى بلادهم.. طائرات تسقط قنابل، وإطلاق نار على المدنيين، ومنازل مدمرة بسبب النيران ودبابات فى الشوارع مصطفة مع الزهور.
وتضيف الصحيفة: أصبح لون الدم والعدوان واضحا مثل ألوان التلوين على الورق. ويقول مصطفى شاكر، وهو مدير سابق فى دمشق يدير الآن مدرسة لأكثر من 300 طفل فى مدينة أنطاكية التركية القريبة من الحدود السورية إن أفكار الأطفال باللون الأحمر، حتى إن الكثير من رسومهم تكون بأكملها باللون الأحمر، “لون الدم”.
وأوضحت الصحيفة أن الثورة ضد الرئيس السورى بشار الأسد لها تأثير عميق ومثير للقلق على كثير من الأطفال، فمئات الآلاف اضطروا للفرار مع عائلاتهم، غالبا بعد ما شاهدوا الموت ودمار المبانى المألوفة والضواحى التى اعتادات أن تعبر عن السلام. الكثير من الأطفال الذين ظلوا فى سوريا يواجهون القصف ونقص الغذاء والبرد الشديد بدون وقود أو مدارس.
وفى منازلهم المؤقتة، تطارد الأفكار المظلمة هؤلاء الضحايا الصغار.. ونقلت الصحيفة عن ماهر الذى يبلغ من العمر عشر سنوات قوله، إن شقيقته الصغيرة حلمت فى ليلة أنها ذهبت إلى سوريا وقتلت بشار وعادت.
ويكافح الآباء والمنظمات الإنسانية لمساعدة هؤلاء الأطفال، ويوجد بمدارس اللاجئين العديد من غرف اللعب والبرامج الفنية التى تشجع الأطفال على التعبير عن مخاوفهم وبدء استعادة الشعور بالحياة الطبيعية، لكن هناك نقص فى المتخصصين المتدربين فى علم النفس، وغالبا من يعمل فى هذه المدارس متطوعين من المعلمين والإداريين السوريين الذين فروا من العنف.