بدأ العام الدراسي الجديد في سوريا وسط تزايد مخاوف الأهالي من الأخطار المحدقة بإرسال أبنائهم إلى المدارس في بلد يشهد “حرباً” منذ أكثر من عامين ونصف.
واستهلت مدرسة “نهلة زيدان” بضاحية المزة قرب دمشق العام الجديد بنشاط ليس بمعهود، ليبدأ الأطفال السوريون عامهم الدراسي الجديد والحماس يظهر على محياهم بوضوح.
ونجت هذه المدرسة من آثار القتال والقصف العنيف خلال الأزمة السورية، في حين تم تدمير ما يقارب 3000 مدرسة في المدن السورية الأخرى والباقي منها تحول إلى ملاجئ أو إلى خطوط تماس عسكرية، ما زاد من أعداد التلاميذ في مثل هذه المدرسة.
وكانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة “يونيسيف” أعلنت مؤخراً أن نحو 40% من التلاميذ بين السادسة والخامسة عشر عاماً في سوريا توقفوا عن ارتياد المدارس في ظل الحرب المستمرة منذ أكثر من عامين وما خلفته أيضاً من أزمات نفسية للأطفال.
وتقول ابتسام درويش، وهي إحدى المعلمات بمدرسة “نهلة زيدان”، إن الأطفال يعانون من مشاكل سلوكية كنتيجة طبيعية للظروف التي تعيشها البلادة، مشيرة إلى أن الأساتذة يحاولون تقويم هذه السلوكيات”.
عودة الأطفال السوريين للمدارس دلالة على تجدد الأمل، رغم تزايد مخاوف الأهالي من الأخطار المحدقة بإرسال أبنائهم إلى المدارس، وعلى الرغم من تأكيدات وزارة التربية السورية أنها اتخذت كافة الإجراءات والاستعدادات لبدء العام الدراسي الجديد، يظل الحفاظ على سلامة العملية التعليمية مهمة شائكة تقع على كاهل كافة الأطراف المعنية بالأزمة.