استأنف الجيش الإسرائيلي حملته العسكرية على قطاع غزة الثلاثاء، بسلسلة غارات جوية، وقصف بالمدفعية الثقيلة، بعد أنباء عن إطلاق ثلاثة صواريخ من القطاع الفلسطيني، في الوقت الذي نفت فيه حركة المقاومة الإسلامية “حماس” إطلاق أي صواريخ باتجاه الدولة العبرية.
وأكدت مصادر فلسطينية أن الطائرات الحربية الإسرائيلية شنت سلسلة غارات جوية على مناطق متفرقة في قطاع غزة، مما أسفر عن إصابة طفلين في قصف استهدف محيط المطار المدمر شرق رفح، في جنوب القطاع، ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية أن “جروحهما متوسطة.”
وأكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي استئناف القصف على ما وصفها بـ”أهداف للمخربين” في قطاع غزة، وقال إن تجدد القصف جاء في أعقاب “خرق الهدنة من الجانب الفلسطيني”، كما شدد على أن “قوات الجيش عازمة على مواصلة الحفاظ على أمن مواطني دولة إسرائيل.”
ونقلت الإذاعة الإسرائيلية أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع، موشيه يعلون، أمرا الوفد الإسرائيلي المشارك في مفاوضات القاهرة لـ”تثبيت التهدئة” في قطاع غزة، بمغادرة العاصمة المصرية على الفور.
من جانبها، نقت علمها بما وصفتها بـ”المزاعم الإسرائيلية” حول إطلاق صواريخ من قطاع غزة، وقال الناطق باسم الحركة، سامي أبو زهري، إن “الغارات الإسرائيلية على قطاع غزة تهدف إلى إجهاض مفاوضات التهدئة في القاهرة .”
وأضاف القيادي في الحركة التي تسيطر على قطاع غزة منذ ما يقرب من ثمانية أعوام، أن “الاحتلال الإسرائيلي يتحمل المسؤولية الكاملة عن كل تداعيات خرقه للتهدئة.”
وأكد مسؤول إسرائيلي رفيع، أن نتنياهو أمر الجيش بالرد على إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ، دون أن يفصح عن مزيد من التفاصيل.
كما ذكرت الإذاعة الإسرائيلية أنه “في أعقاب خرق الهدنة من الجانب الفلسطيني، أوعز رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ووزير الدفاع موشيه يعالون، إلى جيش الدفاع، بمعاودة تسديد ضربات إلى أهداف إرهابية في قطاع غزة.”
وقبل قليل من إعلان إسرائيل إطلاق ثلاثة صواريخ من غزة، تلقت CNN رسالة عبر البريد الإلكتروني من المتحدث باسم حركة “حماس”، فوزي برهوم، قال فيها: “إذا لم يفهم نتنياهو جيداً رسالة ومطالب غزة عبر لغة السياسة في القاهرة، فإننا نعرف الطريق التي نجبره بها على فهمها”.
ويجري مسؤولون في جهاز المخابرات العامة بمصر مفاوضات ثنائية مع الوفدين الفلسطيني والإسرائيلي، بهدف “تثبيت” وقف إطلاق النار بين الجانبين في قطاع غزة، بعدما بدأ الجيش الإسرائيلي عملية عسكرية واسعة في السابع من يوليو/ تموز الماضي، أطلق عليها اسم “الجرف الصامد.”
وتوصل الجانبان، عبر “الوسيط المصري”، إلى اتفاق لوقف إطلاق النار لـ72 ساعة “هدنة إنسانية مؤقتة”، دخلت حيز التنفيذ صباح الثلاثاء 5 أغسطس/ آب الجاري، واستمرت حتى صباح الجمعة التالي، ليتجدد القصف المتبادل بين الجانبين، بعد انتهاء موعد التهدئة.
ومرة أخرى، أعلنت مصر عن “هدنة” ثانية لمدة ثلاثة أيام، اعتباراً من منتصف ليلة الأحد/ الاثنين من الأسبوع الماضي، وقبل دقائق من انتهائها منتصف ليلة الأربعاء/ الخميس، تم الإعلان عن تمديد اتفاق وقف إطلاق لمرة ثالثة، ولكن هذه المرة لمدة خمسة أيام، تنتهي منتصف ليلة الاثنين/ الثلاثاء.
وفي اللحظات الأخيرة قبل منتصف الليلة الماضية، تم الإعلان عن تمديد التهدئة لمدة 24 ساعة، حتى منتصف ليلة الثلاثاء/ الأربعاء، لاستكمال “المفاوضات غير المباشرة” بين الجانبين، إلا أن الأوضاع تدهورت بشكل مفاجئ ظهر الثلاثاء.