أفاد مراسل “العربية” أن إسرائيل قامت بتنفيذ عمليات عسكرية واسعة في الضفة الغربية، واعتقلت نحو 40 فلسطينياً، بينهم عزيز الدويك رئيس المجلس التشريعي.
وكان المراسل أشار إلى أن محيط مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية، يشهد تصعيداً عسكرياً كبيراً، إذ سدت منافذ المدينة ومداخل بمكعبات إسمنتية وسواتر ترابية وحركة نشطة لجيش الاحتلال والقوات الخاصة. وفي تطور بدا للوهلة الأولى دراماتيكياً، حاصرت وحدة خاصة إسرائيلية منزلاً في حي عين دربخا داخل مدينة الخليل وفجّرت مدخله، وأطلقت النار ما أدى الى إصابة ثلاثة فلسطينيين، أحدهم بجروح خطيرة، في حين اعتقلت وحدة خاصة من الشرطة الإسرائيلية ناشطين من حماس.
وبحسب ما قال شهود عيان لـ”العربية نت”، فإن قوات الاحتلال انسحبت بعد أن اعتقلت ناشطين من حماس، هما أكرم ونور القواسمة، وطالت حملة الاعتقالات في الضفة الغربية عشرات الفلسطينيين في الساعات الأخيرة، إضافة الى أكثر من 100 اعتقلوا أمس، من بينهم قياديون في حركة حماس.
وبحسب مصدر كبير في الجيش الإسرائيلي فإن المعلومات الاستخباراتية ترجح أن المستوطنين الثلاثة المخطوفين مازالوا محتجزين في الضفة الغربية، وهناك تقدم في التحقيق لكن الوصول إلى خلية حماس ومكان الاحتجاز يبقى معقداً ويتطلب وقتاً.
وفي المعلومات أيضاً أن إسرائيل تحاول أن تتعقب آثار ناشطَين من حماس اختفيا منذ يوم الخميس، موعد تنفيذ عملية الخطف التي يقرّ الجيش الإسرائيلي بأنها كانت حرفية ومعدّ لها جيداً، وقامت إسرائيل باستدعاء أعداد محدودة من جنود الاحتياط، في دلالة على إمكان اتساع رقعة العمليات.
نتنياهو يتهم حماس.. ويعالون يهدد قادتها
ومنذ اللحظة الأولى سعى رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى تجيير عملية الخطف لشن هجوم على الحكومة الفلسطينية وقلب الموقف الدولي منها، حيث قال: “أستطيع أن أؤكد أن منفذي عملية الخطف ينتمون لحماس التي اختار عباس التحالف معها”، وكان رئيس الوزراء قد جمع الحكومة الأمنية المصغرة مجدداً للبحث في سير العمليات وتحدث عن “تبعات خطيرة” قد تترتب عن عملية الخطف بدأ البحث فيها.
والمفارقة أن نتنياهو يكيل الاتهامات يومياً للسلطة الفلسطينية على الرغم من وجود تنسيق أمني مع أجهزتها ميدانياً كما تؤكد إسرائيل، فيما قال وزير الدفاع الإسرائيلي موشيه يعالون إن إسرائيل ستقتصّ من الخاطفين وستطال قادة حماس في كل مكان وأي توقيت تحدده، ما فُهم على أنه تلميح لاستئناف سياسة الاغتيالات الإسرائيلية، وعلى الرغم من أن فرضية العمل الإسرائيلية تتحدث عن أن المستوطنين المخطوفين على قيد الحياة”، فإن مرور أيام على عملية الخطف دون أي تبنٍّ من الخاطفين أو أي مطالب لتنفيذ صفقة تبادل يزيد احتمالات قتل المستوطنين الثلاثة.
ويرى محللون أنه إن اتضح أنهم قُتلوا فقد لا تكسر إسرائيل قواعد اللعبة في الأراضي الفلسطينية، أما إن اتضح أنهم أحياء فإن ذلك قد يؤدي الى عملية واسعة النطاق.
وبحسب ما قاله لـ”العربية نت” المحلل العسكري أمير بوخبوط، فإن إسرائيل قد تلجأ الى عملية واسعة ضد حماس في الضفة وقطاع غزة أيضاً، وتقليدياً لا تميل إسرائيل الى عقد صفقات تبادل فيما يتعلق بعمليات الخطف في الضفة الغربية، ودائماً ما تتخذ قرارات بشنِّ عملية عسكرية لإخلاء سبيل المخطوفين حتى بثمن قتلهم، كما حدث في عملية أسر الجندي ناحوم فاكسمان عام ٩٤، حيث قُتل من قبل خاطفيه خلال عملية اقتحام، بالإضافة الى قائد الوحدة الخاصة، باعتبار أن الضفة الغربية هي الملعب البيتي للاستخبارات الإسرائيلية ولجيش الاحتلال خلافاً لغزة.
إخفاق بحجم فضيحة
وأكدت مصادر إسرائيلية مطلعة أن أحد المستوطنين المخطوفين تمكن في الدقائق الأولى من عملية الخطف، عند السابعة واثنتين وعشرين دقيقة بتوقيت غرينتش، من الاتصال بمركز الشرطة الإسرائيلية وهمس مرتين: “نحن نختطف”، والمكالمة ككلّ مكالمة تصل الشرطة مسجلة، لكن اللافت أن الشرطة اختارت أن تعتقد بأنه “بلاغ كاذب” من باب التسلية من قبل أحدهم، ولم تستوعب أن هناك عملية خطف مستوطنين إلا عندما وصل والد أحد المخطوفين الى مقر الشرطة في مستوطنة كريات أربع في العاشرة ليلاً بتوقيت غرينتش وأبلغ عن فقدان ابنه، لتمضي ثلاث ساعات أخرى قبل أن تبلغ الشرطة الجيش والمخابرات بعملية الخطف، فيشرع الجيش في عملية المطاردة بتأخير ست ساعات مكّنت الخاطفين من الاختفاء.
سخونة على جبهة غزة أيضاً
ويتواصل القصف بين الجيش الإسرائيلي والفصائل الفلسطينية على جانبي حدود قطاع غزة، حيث أطلقت أربعة صواريخ غراد على مدينة عسقلان جنوب إسرائيل اعترضت منظومة القبة الحديدية صاروخين، وهو ما يقابل عادة بقصف المقاتلات الإسرائيلية لأهداف في قطاع غزة، ونشرت إسرائيل، خشية من تصعيد الموقف مع قطاع غزة، ثلاث بطاريات من القبة الحديدية في مدن عسقلان وأسدود وبئر السبع، كما أغلقت مداخل القطاع.