أقدم فلسطينيون على إحراق مئات الأطنان من النفايات بالقرب من مستوطنة بسجوت الإسرائيلية، وذلك كردة فعل على قيام سلطات الاحتلال بإغلاق مكب النفايات الخاص بمدينة البيرة التي تعاني منذ عشرة أيام أزمة بيئية خطيرة تهدد حياة أكثر من ثمانين ألف مواطن.
وتسابق إحدى مواطنات مدينة البيرة، متنقلة بين بيت وآخر من منكوبي أزمة النـفايات، لجمع التواقيع بغية التوجه إلى القضاء الدولي متجاوزة السلطات المحلية، من أجل حل أزمة النفايات المتفاقمة في مدينتها، والتي حدثت بعد أن أغلقت إسرائيل مكب النفايات، تمهيداً لمصادرة الأرض المقام عليها، ما لقي استنكاراً واسعاً من الجهات الرسمية.
وتقول أم مروان “الاستنكار لا يفيد، المفروض أن يكون لدينا سلطة تدافع عنا وعن حقوقنا، مش نوصل لمرحلة تكون حياتنا مهددة بالخطر بسبب النفايات”.
وكرد فعل على السياسة الإسرائيلية، قام سكان المدينة بجمع أكوام النفايات التي تكدّست بين منازلهم منذ أيام، وأشعلوا النار فيها قبالة مستوطنة بسجوت التي لا تبعد أمتاراً عن منازلهم، ليغطي بذلك دخان القمامة ورائحتـها، منازل المستوطنين والفلسطينيين معاً.
من جانبه، يقول إياد ضراغمة، مدير دائرة الصحة والبيئة في بلدية البيرة “من السهل إيجاد حلول للمشكلة، ولكن لماذا أجد حلاً ولدي قطعة أرض مساحتها 70 دونم ويمكن أن تكفيني لـ15 عاماً قادمة”.
واستعانت الجهات الرسمية الفلسطينية بمؤسسات صحية دولية لإثبات أن الذريعة البيئية الإسرائيلية التي ساقتها لإغلاق المكب القديم ذريعة واهية، وما هي إلا وسيلة لإخلاء الأرض، تمهيداً للاستيلاء عليها مستقبلاً، لذلك تصر البلدية على عدم إيجاد حلول بديلة، ما يبقي المواطن بين نارين، نار الاستيطان والنار المشتعلة في أكوام النفايات.