العربية – اعتذر الدكتور يحيى العريضي، الإعلامي السوري الذي غادر دمشق مؤخراً، للشعب السوري عن كل قطرة دم سالت خلال الفترة الماضية، مؤكداً أن هناك أسباباً كثيرة أدت إلى تأخره في مغادرة البلاد.
وقال في لقاء مع قناة “العربية” من العاصمة الأردنية عمان: “عبرت منذ البداية عن وجهة نظري في الحراك في سوريا، حيث إنني استقلت من كلية الإعلام”، مشيراً إلى أنه كان يكتب انتقاداته لما يحدث في سوريا تحت اسم مستعار، نظراً لخوفه.
يذكر أن الدكتور العريضي عمل في عدة مناصب، منها عميد كلية الإعلام في جامعة دمشق، والمدير السابق للمركز الإعلامي السوري في سفارة دمشق بلندن، والمدير السابق للقناة الثانية السورية، والمذيع في التلفزيون السوري.
وبسؤاله عن كيفية عمل الإعلام السوري في الوقت الراهن، وما يدور في الأروقة الإعلامية السورية خلال هذه الفترة الحساسة، قال العريضي إن الإعلام السوري في الحقيقة يخوض حرباً، ويلبي مطالب النظام بشكل ممتاز.
وأضاف أن هناك أشياء محددة تتمحور حولها الرسالة الإعلامية. وأضاف: “منذ البداية قيل إن هناك مؤامرة، وإن الحالة طائفية، وإن هناك مندسين، كما قيل أيضاً إن هؤلاء الذين يطلبون التنفس هم إرهابيون”، مشيراً إلى أنه لم يسمح لهذا الإعلام أن ينقل أي شيء يحدث على الأرض.
وعلل العريضي اتخاذه قرار مغادرة سوريا مؤخراً بأنه قد يموت في أي وقت وتذهب معه وجهة نظره، لذا قرر ألا يصمت، مضيفاً: “الآن أعبر عن رأيي بشكل صريح، لأن ما يحدث في سوريا هو جريمة”.
وقد أعرب العريضي عن خوفه من التحدث، معللاً ذلك بأن النظام السوري يتبع أساليب كثيرة، مثل اتخاذ الرهائن وابتزاز أي شخص يخالفه لكي يحصل على ما يريده. وأضاف: “انتظرت طويلاً لكي تتغير الأمور بسوريا، إلا أن الأرواح زهقت والدماء سالت، وأرسلت رسائل كثيرة بهذا الخصوص، لكن بعد فترة قصيرة قطعت الأمل وبدأت أعبر عن رأيي باسم آخر لن أبوح بهذا الاسم الآن”.