فرانس برس – قام عميل الموساد الإسرائيلي الأسترالي الأصل، بين زيغر، المعرف باسم العميل إكس، بتخريب عملية تجسس سرية لإعادة رفات جنود إسرائيليين فقدوا في لبنان إلى إسرائيل، حسب ما أفاد تقرير للقناة التلفزيونية الأسترالية (اوستراليان برودكاستنغ كوربوريشن).
وقالت القناة التلفزيونية الأسترالية (إي بي سي)، التي كشفت في شباط/فبراير قصة توقيف العميل وحبسه وانتحاره في سجن في تل أبيب، الأربعاء 8 مايو/أيار، إن تهوره أرغم الموساد على إحباط هذه المهمة الدقيقة.
وذهبت الحكومة الإسرائيلية إلى أبعد حدود للتستر على وجود هذا العميل المعروف بـ”السجين إكس” وسبب اعتقاله. وكانت مجلة “دير شبيغل” الألمانية ذكرت في وقت سابق أنه نقل معلومات سرية إلى حزب الله.
وذكرت قناة “إي بي سي” أن إسرائيل حاولت التستر على وجوده بسبب الطبيعة الحساسة للعملية التي كانت ستُنفذ وأفشلها.
وكانت هذه العملية ستنهي حملة دامت 30 عاماً لإعادة رفات ثلاثة جنود إسرائيليين وقعوا في الأسر وقتلوا على أيدي القوات السورية خلال غزو إسرائيل للبنان في 1982، بحسب قناة “إي بي سي”، وقُتل الجنود الثلاثة زكاري بومل ويهودا كاتز وتزيفي فيلدمان في سهل البقاع في لبنان.
وأضافت القناة الأسترالية أن استعادة رفات الجنود الذين يسقطون في ساحة المعركة ذات أهمية كبيرة بالنسبة إلى إسرائيل، وأنه لا يزال هناك 6 عسكريين فقط مفقودين من كل النزاعات التي كانت الدولة العبرية طرفاً فيها.
وكان المذيع يجري مقابلة مع لبناني يدعى زياد الحمصي، من سهل البقاع، الذي أكد أنه جُند من قبل الموساد في 2007 بعد أن تم استدراجه إلى الصين للمشاركة في مؤتمر. وفي بكين اتصل به سوري يدعى جورج عطار، زعم أن شقيقه في أوروبا كان يسعى لإعادة رفات جنود إسرائيليين مفقودين.
وقال الحمصي إنه اشتبه بتورط الموساد في هذه المسألة، وتأكد هذا الأمر بعد خمس رحلات إلى تايلاند للقاء عملاء آخرين. وأضاف “بعد لقاءات معهم استمرت سنة واحدة أبلغوني خلال اللقاء الأخير بمكان وجود الرفات بالتحديد”.
وأراد العملاء أن ينظم الحمصي عملية نبش الرفات، وترك أمر نقلها إلى جهة أخرى، بحسب التقرير، لكن قبل تنفيذ العملية تم كشفها بعد أن أبلغت مصادر في الاستخبارات اللبنانية أن الحمصي مخبر.
وقال المقدم إن زيغر، الذي نشأ في مدينة ميلبورن الأسترالية وانتقل إلى إسرائيل قبل 10 سنوات من وفاته، هو من كشف أن الحمصي مخبر.
وأكد أن زيغر كان يريد في 2008 إرضاء رؤسائه في الموساد، وقام بمهمة للاتصال بعميل من حزب الله اللبناني الشيعي، وكان الهدف من هذه المهمة تجنيد اللبناني كعميل مزدوج، لكن للتأكيد أنه عميل للموساد، كشف زيغر اسم الحمصي. وقامت القوات الخاصة اللبنانية باعتقال الحمصي، ووجهت إليه تهمة التجسس لصالح الموساد.
وحكم على الحمصي بالسجن 5 سنوات، ولكن أفرج عنه بعد ثلاث سنوات. ويزعم الآن أنه كان عميلاً مزدوجاً يعمل لحساب لبنان الذي كان يريد العثور على الرفات لاستخدامها في عملية مقايضة مع إسرائيل للإفراج عن معتقلين فلسطينيين.
وتولت الاستخبارات الداخلية الإسرائيلية (الشين بيت) توقيف زيغر في يناير/كانون الثاني 2010 الذي انتحر في زنزانته في ديسمبر/كانون الأول 2010، وكان في الـ34 من العمر.