بثت سكاي نيوز عربية الجمعة تقريرا وثائقيا عن ثنائية الحياة والموت في حلب، إذ يستعرض التقرير أوضاع المدينة المدمرة.
ففي الصباح يستفيق الحلبيون، على وقع الفاجعة وفي المساء كذلك، وفي كل حين ورغم الجراح، يحاول الأهالي التعايش مع واقع مؤلم صنعته آلة الحرب المدمرة.
وتلخص حالة حي الأنصاري الشرقي بحلب ما يدور في معظم أنحاء البلاد، إذ تتعرض مساكنه إلى قصف الطيران الحربي، فتسوى بالأرض، ويطمر ساكنوها وينتشل الجيران عشرات الجثث لمن جاوروهم لعشرات السنين.
ورغم الصور القاسية، فإنه من الواضح أن لا أحد يفزع عند المصيبة أكثر من الأمهات اللاتي فقدن فلذات أكبادهن، بالإضافة إلى الأطفال الذين يدفعون الضريبة الأكبر.
أحد هؤلاء الأطفال، هو مثل آلاف غيره من الذين حرموا من أبسط حقوقهم، فأجبر على استبدال مقعد الدراسة بسرير العلاج بعد أن نالت الحرب من جسده الغض ما نالت.
أما محمد البالغ من العمر 9 أعوام، فأصيب برصاصة قناص بينما كان يلهو مع أقرانه، وكتبت له النجاة كما كتب عليه أن يفقد إحدى كليتيه.
لم يعد أبناء حلب يلجأون إلى مستشفيات المدينة، إذ استبدلوها بالمستشفيات الميدانية. ففي أحد شوارع المدينة، حول بعض الناشطين محلا تجاريا إلى مستشفى ميداني متواضع، لم يسلم بدوره من التدمير واختبأ طاقمه الناجي تحت الأرض.
تحولت حلب الشهباء إلى مدينة أشباح، حيث تغطي النفايات الشوارع ويغرق الأطفال وسط الركام، بحثا عن أي شيء ثمين أو مصدر يقتاتون منه.
حتى حطب التدفئة يندر وجوده، فالأشجار شأنها شأن كل مناحي الحياة في نضوب. كما تأثر اقتصاد المدينة التي اشتهرت بتجارها وبكونها عصب سوريا الاقتصادي، بالحرب الدائرة، فأصبح كل شيء يستورد من تركيا بتكلفة مرتفعة، باستثناء بعض أنواع الخضار المحلية. كما تضاعف سعر أسطوانات الغاز المنزلي 11 مرة، فيما يباع البنزين بالزجاجات.