العربية- معاناة أهالي الزبداني لا تتوقف عند القصف الذي يستهدف منازلهم، فالحصار المطبق من الجهات كافة وسياسة الأرض المحروقة التي تتبعها قوات النظام حيال سهل الزبداني دفعهم إلى مأساة الجوع، رغم المحاصيل المتكدسة في سهولهم، فهي تحرق بشكل دائم.
سهل الزبداني يموت عطشاً وحرقاً، وأهله يموتون جوعاً، معادلة باتت اعتيادية في معظم المناطق السورية المحاصرة، التي ترزح تحت قصف عنيف يستهدفها من الجهات كافة.
تتمركز دبابات قوات النظام ومدفعيته على الجبال المحيطة بالزبداني ولاسيما الجبل الشرقي، حيث أقامت أكثر من عشرة حواجز عسكرية، أهمها حرش بلودان، والمعاناة نفسها في الجهة الغربية من الجبل حيث حواجز الترب والعقبة وقلعة التل وغيرها.
ومن هناك تقنص قوات النظام أي شيء يتحرك في سهل الزبداني، فلا يستطيع أحد بلوغ أرضه، علماً أن 80% من أهالي المدينة يعيشون على الزراعة.
تبلغ مساحة سهل الزبداني آلاف الهكتارات، وتعد تربته من أخصب الترب في سوريا، غير أن الخسائر في العامين الماضيين قدرت بالمليارات لعدم تمكن المزارعين من حصاد ما زرعوا .
مغامرات البحث عن لقمة العيش مستمرة في سوريا في ظل النقص الحاد في المواد الغذائية والخوف الدائم من رصاصة ترديهم. السوريون وتحديداً أهالي الزبداني لا يزالون يغامرون بحياتهم من أجل تأمين معيشة أطفالهم، بعضهم يعود والبعض الآخر يموت في السهول قبل القطاف أو بعده.
أتوسل لكم أرحمونا من قساوتكم و ارحموا هؤلاء المظلومين