فرانس برس- صدر مرسوم رئاسي سوري، الثلاثاء، بإعفاء نائب رئيس الوزراء السوري قدري جميل من منصبه، بحسب ما ذكرت وكالة الأنباء السورية الرسمية “سانا”، وذلك غداة الكشف عن لقاء عقده مع دبلوماسيين أميركيين.
وأوردت “سانا” بيانا لرئاسة مجلس الوزراء جاء فيه: “نتيجة لغياب الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن مقر عمله ودون إذن مسبق، وعدم متابعته لواجباته المكلف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد، إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه”.
لقاؤه بفورد
وذكرت مصادر سورية أن جميل عقد السبت لقاء في جنيف مع الدبلوماسي الأميركي روبرت فورد، السفير الأميركي في سوريا المقيم خارجها بسبب الأزمة والمكلف بالملف السوري، وبحث معه في التحضيرات لعقد مؤتمر “جنيف 2”.
وبحسب المصادر، فإن جميل طلب من فورد المشاركة في “جنيف 2” كجزء من وفد المعارضة، إلا أن المسؤول الاميركي رفض شارحا أنه من الصعوبة بمكان ان يكون المرء في الحكومة والمعارضة في الوقت نفسه.
كما أوردت صفحة قدري جميل الرسمية على موقع “فيسبوك” مقتطفات من تصريح له جاء فيها إن “لقاءنا مع الأطراف الدولية لوقف حمام الدم السوري هو أمر مشروع”، مضيفا “لا أعتقد ان من يذهب الى جنيف 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار”.
وكان قدري جميل أول من كشف الموعد المحدد لعقد مؤتمر “جنيف2” في 23 نوفمبر من موسكو إثر اجتماعه مع مسؤولين في وزارة الخارجية الروسية في 17 أكتوبر.
تفكك النظام
وقال المتحدث باسم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية لؤي صافي، في اتصال هاتفي مع وكالة “فرانس برس”، إن إعفاء جميل من منصبه “يؤكد لنا أن النظام في مرحلة تفكك سياسي”.
وأضاف: “ثمة صعوبة الآن في الحفاظ على بعض الشخصيات التي مثلت واجهة للنظام، وهذا مؤشر على مزيد من التآكل.. قدري جميل شعر بأن السفينة تغرق ويريد النجاة قبل غرقها”، مؤكدا ألا تواصل بينه وبين الائتلاف.
يذكر أن قدري جميل أسس في العام 2002 حزب الإرادة الشعبية الذي شارك في الاحتجاجات السلمية ضد النظام السوري لدى اندلاعها منتصف آذار 2011، ودعا الى تغيير شامل تحت إدارة الرئيس الأسد.
وشارك جميل في صياغة الدستور السوري الذي تمت المصادقة عليه بموجب استفتاء شعبي في العام 2012. كما شكل مع عدد من الأحزاب الأخرى “الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير” تحضيرا للانتخابات التشريعية في 23 يونيو2012.
وانضم في وقت لاحق الى الحكومة بصفة نائب لرئيسها وائل الحلقي.