لأول مرة منذ بدء الثورة السورية، خرجت مظاهرات احتجاجية حاشدة في الأحياء العلوية من مدينة حمص ضد النظام، في ردة فعل غاضبة على مقتل عشرات الأطفال في التفجيرين، الذين حدثا الأربعاء بالقرب من مجمع مدرسي في “حي عكرمة” ذي الأغلبية العلوية.
وهتف المتظاهرون بهتافاتٍ شبيهة بتلك التي اشتهرت بها مظاهرات الثورة السورية، إلا أنها لم تتعرض لشخص “بشار الأسد”، واستعاضت عنه بهتاف: “الشعب يريد إسقاط المحافظ”، في دلالة على محافظ مدينة حمص طلال البرازي.
جانب من التظاهرات
وكان محافظ حمص قد أعلن، الأربعاء أن حصيلة التفجيرين في حي عكرمة قد أودت بحياة 31 طفلاً، بالإضافة لـ74 جريحاً، إلا أن حصيلة القتلى قد ارتفعت بحسب وسائل إعلام النظام إلى ما يزيد عن الأربعين شخصاً، أغلبهم من الأطفال في الساعات الأخيرة.
المتظاهرون يتوعدون مذيعة التلفزيون السوري
وتتالت الفيديوهات والصور المسربة من “حي عكرمة” للمظاهرات الحاشدة التي يشهدها، في ظل وجودٍ للتلفزيون الرسمي السوري، الذي حضر الحدث من دون أن يغطي تفاصيله على الشاشة، وهو ما دفع المتظاهرين لكي يهتفوا هتافاً عمره بعمر الثورة السورية: “كاذب كاذب كاذب.. الإعلام السوري كاذب”.
وتظهر في أحد الفيديوهات، مذيعة التلفزيون السوري وهي تقابل أحد المتظاهرين الغاضبين وتهمس بذات الوقت للكاميرا “لا تطلعلي ياها”، طالبةً من المصور عدم إظهار المشهد الذي يقول فيه المتظاهر: “دولتنا لو بتحترم هالشعب وزير الداخلية بيستقيل، وزير التربية بيستقيل، محافظنا بينشال”.
وبعد انتشار الفيديو وجهت صفحات مؤيدة على “الفيسبوك” انتقادات حادة للإعلام السوري، وانهالت “شبكة أخبار عكرمة” المؤيدة -والناطقة باسم الحي الذي حدث فيه التفجيران- بالشتائم على المذيعة متحديةً إياها بأن تجرؤ على العودة إلى الحي مرة أخرى، ومتهمة الإعلام السوري بالتضليل وتجاهل الضحايا وآلام ذويهم والانشغال بالبرامج التي تدعي أن الحياة طبيعية في سوريا بدل إعلان الحداد.
هتافات للثورة السورية
ويُعيدنا هتاف “الشعب يريد إسقاط المحافظ” بالذاكرة إلى المظاهرات التي خرجت في الأسابيع الأولى للثورة السورية في حمص، لم يكن حينها شعار إسقاط النظام قد ظهر، واشتهرت مظاهرات حمص وقتها بهذا الهتاف الخجول والذي تطور فيما بعد إلى هتاف “الشعب يريد إسقاط النظام”.
وتكررت هتافات وأناشيد أخرى في مظاهرات “حي عكرمة” مماثلة لتلك التي هتفتها مظاهرات الثوار خلال السنوات الماضية، كذاك الهتاف الذي يدعو الناس للمشاركة في المظاهرات : “يلي ما بشارك .. ما فيه ناموس”، إضافة لهتافات أخرى شبيهة بـ “ياللعار ياللعار والله لناخد بالتار” وغيرها.
وتعد هذه المظاهرات هي الأولى من نوعها، إذ لم يسبق للأحياء العلوية في حمص أن خرجت بمظاهراتٍ احتجاجية ضد النظام، واعتادت أن تخرج في مسيرات مؤيدة للنظام طوال الفترة الماضية من عمر الثورة السورية.