جالت كاميرا “العربية” في مخيم اللاجئين السوريين بالأردن، والتقت تلك النسوة اللواتي حملن قهر الموت في سوريا والتجأن إلى الأردن لتبقى ذكريات فقدان أولادهن هي الحديث الأكثر تداولاً.
تبدو أمُّ عماد السورية وقد أنهكتها السنواتُ الستون، تَحيك الثياب لإعالة الأبناء والأقارب، حيث دفنت أم عماد ابنها الشاب، الذي قضى في الثورة السورية، وتحولت لاجئةً في الأردن المجاور لبلدها سوريا.
وتقول أم عماد (لاجئة سورية): “إذا بيحطولي قصر من ذهب بعد استشهاد ابني ما بيهمني.. بيهمني أقعد جنبه بس”.
وتغطي السوريات اللاجئات وجوههن، ويبقى خلف هذه الوجوه المَخفية “قلقٌ ورعبٌ متراكمانِ”، فحتى هنا في الأردن يخاف السوريون على أقاربِهم الباقين داخل سوريا.
وتعمل النساءُ هنا كخلية النحل التي لا تهدأ، يباعُ بعض الطعام ليعود بمال تعتاش منه عائلاتٌ كثيرة.
في عيونِهنَّ ألفُ قصةٍ، ولكن لا وقتَ لغيرِ العمل، فهنا تعملُ أكثرُ من 20 سيدةً سورية، في إنتاج وبيع المنسوجات والطعام كي يسترن عائلاتهن.
وتقول سمارة (ناشطة سورية): “لما جينا على الأردن لقينا أنو في شي اسمو مشاريع صغيرة، يعني بتستعملي أدوات بسيطة للإنتاج.. ففتحنا هيدا المشغل، وحبينا نحنا كسوريين انو ما نكون عالة على المجتمع”.
جمعية “سيريا ريليف” الخيرية ومركزُها بريطانيا تحاول تخفيف أعباء اللجوء على السوريين، أنشأت هذا المشغل لتنعش بما تيسر من المالِ عائلاتٍ كثيرة. فمردود ما يشترى من هذهِ المنتجاتِ يذهبُ لمَنْ هم في حاجة.