هاجم السيناتور الأميركي، جون ماكين، سياسة الرئيس أوباما بشأن سوريا، وقال إن الأزمة في الشرق الأوسط تتجه نحو الطائفية، إذ تقوم إيران وحزب الله بمد النظام السوري بآلاف المقاتلين، وأضاف: إن دعم المعارضة السورية يضع حدا لتدخل إيران وحزب الله وإن لم تقم واشنطن بتزويد المعارضة بالسلاح فإن هناك طرفا آخر سيفعل ذلك.
وطالب ماكين القيادة العسكرية للولايات المتحدة بضرورة وقف الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، وقال إن لم تستطع القيادة فعل ذلك، فإنهم بالتالي يسرقوا أموالنا في تطوير الأسلحة، وفق تعبيره.
وقال: “آمل أن يعمل فريق الأمن القومي على إعادة النظر في مختلف قضايا المنطقة وأمل من القيادة العسكرية ذلك، طالما حملت احتراماً كبيراً لتلك القيادات لكن هناك مئات الأسباب التي تدفعهم لإعادة التفكير وأن يعملوا على وقف الدفاعات الجوية السورية وإن لم نستطع وقف الدفاعات الجوية التابعة لنظام الأسد، فلماذا إذن ندفع مليارات الدولارات على تطوير أسلحتنا وإن لم يفعلوا ذلك فأعتقد أنهم يسرقوا أموالنا في تطوير الأسلحة”.
استراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط
رسم السيناتور ماكين في خطابه الخطوط العريضة لاستراتيجية أميركية جديدة في الشرق الأوسط، تشمل دوراً قيادياً أكبر للولايات المتحدة، محذراً من أن الصراع في سوريا سيتحول إلى صراع طائفي على مستوى المنطقة يؤدي إلى زعزعة استقرار الشرق الأوسط إن لم تتدخل الولايات المتحدة.
قال ماكين، عضو مجلس شيوخ جمهوري: “الشرق الأوسط دائماً أهم من مجرد البترول. للولايات المتحدة أصدقاء وحلفاء في الشرق الأوسط يعتمدون على الولايات المتحدة لأمنهم ويساهمون في أمن واستقرار أميركا بشكل أكبر مما يعرفه الأميركيون. لكنهم سيدركون هذا الدور، صدقوني، إن تأثرت الملاحة في قناة السويس أو إن فقدنا شركاء أميركيين مهمين مثل الأردن”.
أهم أعضاء مجلس الشيوخ
ألقى ماكين الخطاب بعد رحلته إلى الشرق الأوسط التي التقى فيها مع المعارضة المسلحة في سوريا. ماكين من أهم أعضاء مجلس الشيوخ ومرشح جمهوري سابق للرئاسة ومن الأصوات التي طالما نادت بتسليح المعارضة وبفرض حظر على الطيران في سوريا.
أضاف ماكين: “كلما انتظرنا لاتخاذ خطوة ما زاد مستوى التدخل المطلوب. ليس علينا أن ندمر كل جهاز دفاعي، أو أن نرسل جنوداً أميركيين. لدينا خيارات محدودة، نستطيع أن نستخدم صواريخ كروز لنستهدف الطائرات الحربية للنظام، والصواريخ الباليستية على الأرض، ونستطيع أن ندعم حكومة مؤقتة”.
لكن تصريحات ماكين تأتي في وقت تشير فيه الاستطلاعات إلى انعدام الشهية الأميركية للتدخل عسكرياً من جديد في الشرق الأوسط. يقول ماكين إن المسؤولية تقع على عاتق أوباما الذي يجب أن يقنع الشعب الأميركي بالمصلحة الوطنية الأميركية في المنطقة.
وعلّق برايان كاتوليس، من مركز التقدم الأميركي، قائلاً: “رأي ماكين في الأقلية الآن ليس فقط في الكونغرس وواشنطن بل في الولايات المتحدة ككل، هذا لا يعني أن رأيه غير مهم، ولكنه غير شعبي”.
وقال ماكين إن انعزال الولايات المتحدة سيؤدي إلى دخول أطراف أخرى في الصراع لتملأ الفراغ. وقال إن ايران أصبحت تشكل تهديداً أكبر على استقرار الشرق الأوسط من تهديد تنظيم القاعدة.