قام عدد من الشبان الكويتيين بقطع الطريق السريع عقب تجمع مسيرة “كرامة وطن” السادسة التي لم تشهد بنفسها صداماً بين المعارضة والقوات الخاصة. إلا أن بعض الشباب المتحمس قام بقطع الطريق وحطم سيارات الشرطة وأقام بعض الحواجز.
وكانت وزارة الداخلية قد أعلنت أن القوات الخاصة لن تتعامل مع المسيرة، مما أفسح المجال لانتهائها سلمياً، لولا تلك الاعتداءات التي أكدت المعارضة أنها ملفقة.
وذكر حمد العليان، أحد الناشطين من الحراك الشبابي، أن أعمال الشغب حصلت بعد المسيرة بساعة وبمكان غير مكان المسيرة. وشدد على أن أول من استنكر هذه الأحداث هم شباب المسيرة.
وأضاف في حديثه لقناة “العربية” أنه “من الظلم ربط هذه الأحداث بالمسيرة أو بالداعين لها أو بالشباب المشاركين بها”.
المسيرات في المناطق السكنية
وأدانت المعارضة بأطيافها الأفعال غير المسبوقة في الحراك الكويتي، ولكنّها انقسمت حيال الخروج في تظاهرات بعضها لم يحصل على ترخيص. يذكر أن بعض التظاهرات بدأت من ساحة الإرادة وانتهت بمسيرات داخل المناطق السكنية.
وفي هذا السياق أبدى النائب الإسلامي السابق محمد هايف المطيري عن رفضه للتظاهرات غير المنظمة والتي حصلت داخل المناطق السكنية، “مما يحدث تصادم مع بعض القيادات غير العاقلة من وزارة الداخلية التي تسببت فعلاً بجرح وإصابة عدد كبير من الشباب الذين شاركوا بالمسيرات أو العائلات التي رميت عليها القنابل الغازية”.
لكنّ أطراف المعارضة الكويتية الأخرى أصرت على استخدام كلّ السبل المتاحة والتظاهر في كل فرصة للتعبير عن رأيها برفض الواقع الذي أعقب تغيير آلية الانتخاب وصولاً إلى سقف مطالب مرتفع رفضت الحكومة مسبقاً التفاوض حوله.
وفي هذا السياق قال عضو البرلمان المحل الدكتور خالد الشخير لـ”العربية” إنه إذا ما رضخت السلطة للإرادة الشعبية فإن الأمر سيتطور في طرق أخرى، ستبقى سلمية وموافقة للدستور.
عناصر مندسة
وعلق عضو مجلس الأمة السابق وليد الطبطبائي على أعمال العنف التي شهدتها الكويت اليوم مؤكداً أن المسيرة “بدأت سلمية وانتهت سلمية وتم الإعلان عن نهايتها. فتفاجأنا بعدها بساعة تقريباً وفي مكان آخر في طرف المنطقة باحتكاك بين شباب صغار وبعض دوريات الأمن”.
وعن أعمال العنف الأخيرة قال لقناة “العربية”: “حكماً هذا الأمر مرفوض ولكن نحو نعزوه إلى أمر مدبر أو عناصر مدسوسة تريد دفع بعض الشباب للتصادم مع رجال الأمن”.
وتحدث عن وجود أطراف، ألمح الى إنها من الموالاة وليست من المعارضة، تريد “توريط وزير الداخلية في مسألة فلتان أمني”، لأجل استجواب الوزير واستقالته.
وشدد على أن كل مسيرات المعارضة، سواء حصلت على موافقة من وزارة الداخلية أم لم تحصل، تكون سلمية، مضيفاً: “نحن نسيطر على تجمعاتنا، ونظمنا في السابق أكثر من تجمع منظم ومسيرات لم تخرج عن السيطرة”.