العربية- قال الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية، إن “داعش” وغيره من التنظيمات التي تسعى إلى الإفساد في الأرض تُعد بعيدة تماماً عن الفهم الصحيح للدين الإسلامي، حتى وإن استخدمت مفهوم الجهاد فهو استخدام في غير محله بل وبعيد تماماً عن المصطلح الشرعي الذي نعتز به اعتزازاً كبيراً، مضيفاً أن دار الافتاء المصرية استنكرت أن يطلق هذا المصطلح على هذه الجماعات، ودعت وسائل الإعلام ألا تستخدم مثل هذا المصطلح.
وأضاف علام خلال حواره في برنامج “مقابلة خاصة” مع رندة أبو العزم، والذي يذاع على شاشة “العربية”، أن الدين الإسلامي لم يدع الى هدم البيوت وقتل الناس هكذا بدون مبرر شرعي ولم يدع إلى هذا الخراب الكبير وقطع الطرق وتهديم الممتلكات كما تفعل تلك الجماعات، وأن هذه الأفعال لا تمت للدين بصلة ويجب أن تتضافر كافة الجهود لإعادة هؤلاء الناس إلى الصواب.
وأكد مفتي الديار المصرية أن الفكر المتطرف هو بعيد كل البعد عن مصر لأن طبيعة الشعب المصري هي طبيعة رافضة للعنف، وأن ما يحدث في سيناء ما هو إلا فكر يتبناه شراذم.
وقال علام إنه لوحظ دخول فئات كثيرة في جامعة الأزهر ليسوا من طلاب الأزهر الشريف ولا من العاملين فيه، فلماذا لا يتظاهروا في أماكنهم و لماذا لم يبثوا مثل هذه الأفكار في أماكنهم.
وأضاف علام أن الأزهر كان مستهدفاً في هذه المرحلة و كان يهيأ بأن تنتزع سلطاته ليحل محلها سلطات أخرى لتقويض الأزهر الشريف.
وأكد علام دعم دار الإفتاء المصرية لمبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز بإنشاء مركز دولي لمكافحة الإرهاب، مضيفاً أنه يثمن هذه الدعوة الكريمة في هذا الوقت لأن العالم في أشد الحاجة الى مثل هذه الدعوات.
وقال علام إن دار الإفتاء المصرية تعمل لأجل هذا المشروع الكبير، وإن الدار لديها مركز ترجمة يتلقى أسئلة بعشر لغات بالإضافة إلى مرصد لفتاوى التكفير يمكن أن يسهم في نشاط هذا المركز.
وأضاف علام أن المرصد قام برصد ما يقرب من 150 فتوى متشددة على مواقع التواصل الاجتماعي وفي وسائل الإعلام تدعو لعدم الاستقرار على مدار 3 شهور، وقامت دار الإفتاء بالخروج برد علمي على كل فتوى.
وعن أكثر الفتاوى التكفيرية إثارة للجدل، قال علام إنه في أعقاب 30 يونيو، أجاز أحد الأشخاص المقيمين في تركيا اقتحام بيوت ضباط الشرطة والجيش والاعتداء عليهم، ووصف علام هذه الفتوى بالبعد كل البعد عن الإسلام لأن الإسلام لا يبيح الاعتداء على بيت آمن مستقر.
وبسؤاله عن بعض أعمال التخريب التي يقوم بها الإخوان في تظاهراتهم، قال علام أن الإسلام لا يوجد فيه نص يبيح للإنسان أن يخرب، وأن الرسول، صلى الله عليه و سلم، حث المسلمين على مراعاة الأخلاقيات وأمرهم ألا يقطعوا شجراً أو يقتلوا صبياً أو يهدموا بيتاً عند لقاء العدو، فكيف يستبيح الإخوان مال مسلم أو تخريب أملاك الدولة وهم ليسوا أمام عدو؟.
وحول رفضه لأحكام الإعدام التي صدرت في حق 14 متهماً من قيادات الإخوان على رأسهم بديع في أحداث “الاستقامة”، وما أثير في وسائل الإعلام من جدل، أكد علام أن دار الإفتاء في نظرها لقضايا الإعدام تُعد حلقة من حلقات المحاكمة، التي يجب أن تحاط بسرية كاملة، وأضاف علام أنه لا يريد التعليق على أحكام القضاء ويريد أن تكون هذه ثقافة المجتمع المصري “ألا يعلق على أحكام القضاء”، وقال إنه يكن لكل حكم للقضاء الاحترام لأنه يمثل الحقيقة.
وأبدى علام استياءه من الإعلان عن تقرير مفتي الجمهورية بشأن قضايا الإعدام في وسائل الإعلام وقال إنه أمر خاص فقط بهيئة المحكمة.
وعن شهادات الاستثمار الخاصة بمشروع تنمية قناة السويس، قال علام إن دار الإفتاء أبدت رأيها من قبل وأفتت بجواز شهادات الاستثمار شرعاً بصفة عامة وليست الفتوى مرتبطة بمشروع قناة السويس فقط الذي يعد أحد المشاريع العظيمة.
من مِن الشيوخ بهذا العصر يتكلمون بأسم الدين ؟ للأسف اصبحو جميعاً مُسيسين كالقرضاوي ومُفتي مصر وغيرهم الكثير !