سمع السوريون بوحدات حماية الشعب الكردية للمرة الأولى بعد معارك رأس العين، التي وضعتها في مواجهة الجيش الحر، ومنذ ذلك الحين تثير تلك القوات هواجس السوريين وسط الحديث عن تبعيتها لحزب العمال الكردستاني.
موفد “العربية” جمعة عكاش، دخل معسكرات وحدات حماية الشعب للوقوف على مرجعيتها وأهدافها وموقف الشارع السوري منها.
قوة غامضة تثير هواجس السوريين يعتبرها معارضوها الذراع العسكرية لحزب العمال الكردستاني في سوريا، بينما هي تسمي نفسها قوات حماية الشعب المعروفة اختصاراً بـYPG. يرفرف علمهم على مساحة واسعة شمال البلاد.
تتوزع قوات YPG على معسكرات، بعضها معد لاستقبال المتطوعين الجدد، وتدريبهم على حمل السلاح، وأخرى لتهيئة المقاتلين الأشداء الذين سيقفون على الحواجز ويحمون المنشآت أو يخوضون القتال إن لزم الأمر.
زين حسكي، مدربة في وحدات حماية الشعب تقول: “عشنا تحت الظلم على مدى خمسين عاماً، وما زلنا نعتقد أنهم لا يقبلون بنا، لذلك كانت هناك حاجة لتشكيل قوة عسكرية خاصة بنا نفرض خلالها وجودنا على الأرض”.
الأهداف التي تعلنها YPG من حماية للمناطق ذات الغالبية الكردية، تصطدم بما تعلنه قوى الحراك الثوري التي تتهمها GFX بتنفيذ اغتيالات سياسية والتضييق على النشطاء المعارضين للأسد، وهي اتهامات طرحناها أمام قيادي بارز للتعليق عليها.
جمشيد قائد ميداني في وحدات حماية الشعب: “يتهموننا بالوقوف مع النظام، ونحن مستاؤون من هذه الاتهامات غير الأخلاقية. نحن ثوار، والثوار لا يضعون يدهم في يد الأنظمة القمعية مثل نظام الأسد”.
خشية الشارع السوري تكمن في قدرة حزب العمال الكردستاني على تحويل شمال البلاد إلى حديقة خلفية لتزويد جبهته مع تركيا بالمقاتلين السوريين، لكن هل تكون مبادرة عبدالله أوجلان الأخيرة بالسلام مع تركيا كفيلة بتهدئة تلك المخاوف؟
مدرب ميداني يقول: نحن كلنا سوريون، ولن نفرض إرادتنا على أحد، ولن نأخذ أحداً إلى أي مكان لا يريده.
مدرب آخر يقول: نحن متأثرون بفكر عبدالله أوجلان، فهذا قائد كردي، ونسير على الطريق الذي رسمه لنا.
قاعدة مؤيدي قوات YPG من الذين يرون أنها استطاعت فرض الأمن عندما انسحب النظام من مدنهم هذه القاعدة تتسع يومياً، لكن الخشية تكمن في كسر أحزاب أخرى احتكارها للسلاح عندما شكلت قوات عسكرية في الخفاء، وهو ما قد يقود إلى صدام كردي – كردي.
تتهم القوى السياسية الكردية وأحزاب المعارضة الأخرى هنا هذه القوات التي تقول إن لها الحق الوحيد في حمل السلاح والدفاع عنها، إلا أن القوى الأخرى تتهمها بالتنسيق مع النظام.