بإعلان الإدارة الأميركية عزمها تسليح وتدريب المعارضة السورية المعتدلة بمبلغ 500 مليون دولار يتصاعد التدخل الأميركي في الصراع في سوريا بشكل أوسع، مدفوعا بالتهديد الذي تمثله حركات مثل داعش وجماعات العنف المتطرفة في المنطقة برمتها.‬

أندرو تايبلر، وهو باحث في معهد واشنطن لشؤون الشرق الأوسط ومراقب للسياسة الأميركية تجاه سوريا، يقول إن “التمويل هو عبارة عن خطوة كبيرة للإدارة وإشارة على أنها لا تعتقد أن الأزمة هناك ستنتهي في وقت قريب”، كما يقول إن الإدارة مدفوعة بثلاثة أسباب، “أولها داعش والجهاديون الآخرون، ثانيها موقف الأسد من جنيف، حيث إنه قتل العدد الأكبر من السوريين خلال المفاوضات، الأمر الذي يشير إلى عدم رغبته بالتنازل عن أي شيء، وثالثها هو تخلص النظام من الأسحلة الكيمياوية، فالأسد لم يعد مفيدا”.

البيت الأبيض، قال إن الدعم هو خطوة إضافية لمساعدة الشعب السوري للدفاع عن نفسه ضد هجمات النظام، وضد القوى المتطرفة التي تجد ملجأ في الفوضى. والخارجية الأميركية قالت على لسان المتحدثة، ماري هارف، إن الهدف هو أيضا مساعدة المعارضة على فرض الاستقرار والأمن في سوريا. وأكدت هارف أنه سيتم اختيار الأطراف التي تتلقى الدعم بشكل دقيق.

و”للتخفيف من خطر وقوع الدعم في الأيادي الخطأ، فإن كل الجهات المعتدلة التي ستتلقى المساعدات سيتم فحصها من خلال عمليتنا الرسمية، ومن خلال التنسيق مع المجلس العسكري الأعلى” قالت هارف أثناء المؤتمر الصحافي اليومي في الوزارة.‬

وإن تمت الموافقة على التمويل، فسيأتي التدريب والتسليح من قبل وزارة الدفاع وليس السي آي إيه، الأمر الذي يزيد من جديته ونوعيته وكميته.‬
قرار تطبيقه ميدانيا بعد أشهر

أما جاي غزال، وهو مراقب للكونغرس ومستشار حول الشؤون التشريعية يتوقع أن تتم الموافقة على مطلب الإدارة “السؤال هو على ماذا بالتحديد ستحصل المعارضة السورية؟”، يقول غزال الذي يتوقع أن يتم نقاش التمويل في لجنتي الشؤون المسلحة والاعتمادات في كلا المجلسين خلال الأسبوعين المقبلين.‬

لكن هذا الدعم بالأسلحة والتدريب، لن تراه المعارضة لأشهر على الأغلب، فهو يتطلب أولا موافقة الكونغرس ككل على المبلغ، ومن ثم على تفاصيل الأسلحة التي تريد الإدارة إرسالها.‬

فالتدريب الأولي للمعارضة لن يتنهي قبل سبعة أو ثمانية أشهر بعد موافقة الكونغرس، حسبما قال مصدر في وزارة الخارجية.‬

لكن هذا لا يعني أن الإدارة لن تستطيع أن ترفع وتيرة مساعداتها الحالية عبر برنامجها الحالي السري من خلال السي آي إيه، بيد أنه لم يتضح بعد إن كانت هناك رغبة أميركية، من قبل الإدارة أو الكونغرس، بتسليح المعارضة بمضادات طائرات. ‬

يقول تايبلر “المعارضة السورية المعتدلة تنسق مع كتيبات تنتمي لحركات مثل جبهة النصرة، الأمر الذي قد يؤدي إلى سقوط الأسلحة في هذه الأيدي، ولذلك تعتبر قضية شائكة، لكنها خطوة بالاتجاه السليم. السؤال هو: ماذا ستفعل الدول الحليفة السنية؟ هل سيشجعها هذا على أن تزيد هي أيضا من دعمها، وهل ستجعله بشكل علني يتخطى المساعدات الخاصة غير الحكومية التي تُدَرُ على الجماعات الجهادية؟”.‬

ويأتي الدعم في إطار طلب للكونغرس قدمه البيت الأبيض بتمويل صندوق شراكة لمكافحة الإرهاب في الشرق الأوسط بمبلغ خمسة مليارات دولار.‬

شارك الخبر:

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *