أكد الأمين العام للأمم المتحدة “بان كي مون” على أهمية إجراء الانتخابات البرلمانية الليبية في موعدها المقرر في الخامس والعشرين من يونيو الجاري.
وعبّر “بان كي مون” على ارتياحه لأداء بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا، ورئيسها طارق متري في تيسير سبل الحوار بين الفرقاء الليبيين، الذي ينفذ بنزاهة وانفتاح على جميع الأطراف المعنية، حسب وصفه.
دور مهم
وشدد الأمين العام للأمم المتحدة على أهمية الدور الذي تضطلع به البعثة في تقديم المساعدة التقنية لدعم المؤسسات الليبية وبنائها، وحث الليبيين على اللجوء إلى الحلول السياسية التي من شأنها أن تقود البلاد إلى تحقيق التطلعات المشروعة للشعب الليبي.
وكانت بعثة الأمم المتحدة للدعم بليبيا قد أجلت الحوار الوطني الليبي الذي كان مقرراً يومي 18 و19 يونيو الجاري، بسبب احتجاجات على ما سمته بعض الأطراف تدخلا خارجيا في ليبيا.
وتعالت أصوات رافضة للدور الذي يقوم به ممثل الأمين العام للأمم المتحدة في ليبيا طارق متري، المتهم بقربه من الإخوان المسلمين.
ورغم تصريحات متري والمتحدث باسم البعثة في ليبيا الذي أكد أن ورقات العمل التي أعدتها البعثة ستمثل أرضية لانطلاق الحوار وغير ملزمة لأي جهة ليبية، والليبيون من سيقررون مصيرهم ومستقبلهم في حوار ديمقراطي وشفاف، إلا أن الحوار تعطل.
حوار معطل
كما تعطلت مبادرة الحوار التي أطلقتها حركة النهضة التونسية قبل أشهر ولم تنجح في جمع شمل الليبيين المختلفين على طاولة واحدة للحوار وحسم الخلافات والمرور إلى بناء الدولة.
وكشفت عملية “الكرامة” التي يقودها اللواء المتقاعد خليفة حفتر حجم الشرخ الذي يشق المجتمع الليبي الذي أصبح منقسما على نفسه، بين من يرى الحل في إقصاء طرف من المشهد، ولم يتبق للأصوات الداعية للحوار تأثير واضح في مجريات الأحداث، حتى إن اتفاق الهدنة الذي أعلن في بنغازي قبل أيام لم تقبل به جماعة أنصار الشريعة التي أكدت في بيان لها أن الحوار مع حفتر هو “حوار السلاح”.
ويمضي اللواء المتقاعد خليفة حفتر في عمليته العسكرية التي بدأها في السادس عشر من الشهر الماضي، من خلال هجوم على مواقع عسكرية ومخازن تقول قواته إنها تتبع خصومه.
وقد خرجت مظاهرات، الجمعة، دعما وتأييدا لعملية “الكرامة” في طرابلس وبنغازي، ونددت بعضها بفتوى مفتي الديار الليبية الصادق الغرياني، الذي قال إن من يقاتل مع حفتر “باغ” ومن يموت في مواجهته “شهيد”، وهو ما أثار ردود فعل شتّى بالداخل والخارج.
اغتيال الدرسي
وفي الأثناء تتواصل حوادث الاغتيالات والتفجيرات وغيرها، آخرها اغتيال عضو دار الإفتاء ومدير مكتبها بالمرج (شرق بنغازي) طارق جمعة الدرسي، وقد أعلنت الحكومة الليبية استهجانها لاغتيال الدرسي، واصفة الحادثة بأنها مرفوضة “دينيا وأخلاقيا وإنسانيا”.
أزمة البنزين
ورغم جهود تزويد محطات توزيع البنزين بطرابلس خلال اليومين الأخيرين، فإن طوابير الانتظار مازالت تمثل صورة المشهد أمام محطات توزيع الوقود بالعاصمة طرابلس.
ويتحدث بعض الليبيين عن تعطل حياتهم اليومية بسبب النقص الشديد في التزود بالوقود.
وقد سقط، الجمعة، خمسة قتلى وعشرة جرحى ببلدة جرمة شرق أوباري (الجنوب) نتيجة تبادل لإطلاق النار بسبب خلافات بين بعض الأهالي قرب محطة التزود بالوقود بالبلدة.
ويشار إلى أن القوى العظمى والمجتمع الليبي يراهن على الانتخابات البرلمانية المقررة هذا الشهر لتجاوز الخلافات السياسية وتهدئة الأوضاع.