طلب كريم غلاب، رئيس البرلمان المغربي مؤخراً من النواب، الاهتمام أكثر بهندامهم وطريقة لباسهم عند ولوج مقر البرلمان، وذلك بهدف تحسين صورة المؤسسة التشريعية بعد أن تم ضبط عدد من النواب الذين يلجون مجلس النواب بأزياء لا تليق بحرمة ومكانة البرلمان.
ويُعيد تذكير رئيس مجلس النواب المغربي لنواب الأمة بالحرص على هندامهم وشكلهم الخارجي إلى الواجهة، عدداً من السلوكيات التي أساءت أخيراً إلى صورة البرلمان في عيون المواطنين، منها انغماس نائب برلماني في لعب الورق على الإنترنت، وتعرية آخر على بطنه محتجاً على رئيس الحكومة.
ضوابط الهندام
وأهاب رئيس مجلس النواب المغربي برؤساء فرق الأحزاب السياسية الناشطة بالبرلمان في رسالة داخلية، اطلعت عليها “العربية.نت”، بالعمل على أن يكون الحرص جماعياً لكافة أجهزة البرلمان من أجل تحسين صورة المؤسسة البرلمانية.
ونبه غلاب إلى ما سماه “بعض الحالات المخلة بمقتضيات النظام الداخلي لمجلس النواب، خاصة المادة 226 منه، بشأن ضمان احترام وهيبة المؤسسة النيابية”، قبل أن يحث رئيس البرلمان النواب على “الالتزام بضوابط الهندام الخاصة بولوج مقر مجلس النواب”.
وأفاد مصدر من داخل مجلس النواب، طلب عدم ذكر اسمه لـ”العربية.نت”، بأنه شاهد أكثر من مرة نواباً يأتون أحياناً إلى جلسات البرلمان الخاصة باللجان الفرعية بأزياء رياضية، مما يعتبر خدشاً لصورة هذه المؤسسة التشريعية التي تحظى بمكانة سامية في الدستور المغربي.
وتابع المتحدث أنه تم ضبط حالات أخرى لنواب يضعون أحياناً القبعة على رؤوسهم تحت قبة البرلمان، الشيء الذي أدى إلى تنبيههم إلى عدم تكرار مثل هذه السلوكيات، فاعتذر بعضهم، بينما علل آخرون ذلك بأن لديهم أسباباً صحية خاصة بهم تعلل ارتداءهم القبعة.
نوع من التفريط
وقال الدكتور عثمان زياني، أستاذ العلوم السياسية والقانون الدستوري، إن الهندام يعد بمثابة السلوك الخارجي الذي يعبر عن السلوك الداخلي للفرد، والذي يحدد معالم طبيعة شخصيته من حيث مدى تعاطيه الإيجابي مع حياته الشخصية والعملية.
وأبرز زياني أن قيام رئيس مجلس النواب المغربي بتذكير النواب بالحرص على الهندام تولد عن طريق وجود نوع من التفريط لدى النواب بخصوص عدم الاهتمام بهندامهم، مما يحمل في طياته عدم الاحترام والتوقير للمؤسسة البرلمانية، ويؤثر أيضاً في طبيعة العلاقات الداخلية بين البرلمانيين.
وأردف بالقول إن إهمال الهندام والشكل الخارجي يعطي انطباعات سلبية لدى الرأي العام الوطني بعدم تقدير البرلماني لوظيفته النيابية، خصوصاً أن هذا السلوك السلبي في التعامل مع الهندام أو المظهر الخارجي يُضاف إلى جملة من السلوكيات السلبية التي أضحت تؤثث المشهد البرلماني المغربي.
واستطرد المحلل أن مسألة الاهتمام بالهندام داخل المؤسسة البرلمانية تعد مفصلية، ولها تأثير بالغ حتى على مستوى الصورة التي يجب أن يقدم بها البرلماني نفسه للمجتمع، كإحدى آليات التواصل الذي يخلق نوعاً من الرضا والأريحية لدى المواطن.
وخلص المتحدث إلى أن مثل هذه السلوكيات ليست بحاجة فقط إلى روادع قانونية أو تنبيهات، وإنما يجب أن يكون بالإضافة إلى ذلك اقتناع برلماني ذاتي، كما أن مسألة الهندام والمظهر الخارجي يجب أن تنال حظها من التنظيم القانوني في سياق تضمين النظام الداخلي للبرلمان لأخلاقيات العمل البرلماني.
الله يبارك المغاربة من الشعوب القليلة التي بقيت تحافظ على زيها التقليدي و المهن الحرفية الاصيلة الجميلة….اتمنى زيارة هذا البلد الجار العزيز على قلبي في اقرب فرصة