تعهّدت بريطانيا، الاثنين، بتسليح الثوار في سوريا اذا تواصلت عمليات القتل، وإذا ما ازدادت الأوضاع سوءاً، على أن الأسلحة التي سترسل بها الى الثوار ستكون “غير قاتلة”، في استنساخ جديد على ما يبدو للطريقة الأمريكية في دعم المقاتلين السوريين.
وجاء الوعد البريطاني على لسان وزير الخارجية وليام هيغ بعد أيام من الوعد الأمريكي بدعم المقاتلين، وبنفس الطريقة والصيغة، حيث يجري الحديث عن “أسلحة غير قاتلة”، وهو ما فسّره المراقبون على أنه سيارات مصفحة ومعدات عسكرية غير قتالية، وبعض أجهزة الاتصالات.
وقالت صحيفة “الغارديان” البريطانية إن هيغ يعتزم عرض تقرير على البرلمان الأسبوع الحالي يتضمن تفاصيل حزمة المساعدات البريطانية الجديدة التي سيتم تقديمها للثوار في سوريا، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من قرار الاتحاد الأوروبي تخفيف الحظر فيما يمكن أن يتم إرساله الى سوريا.
وبحسب معلومات “الغارديان” فإن هيغ سيتعهد أمام البرلمان البريطاني بإرسال “أسلحة غير قاتلة للثوار السوريين مثل الدروع الواقية للجسم، ومركبات مدنية مصفحة، بما يعزز من قدرة المقاتلين على مواجهة الشظايا والرصاص ويحفظ حياتهم”.
وأشارت الصحيفة البريطانية الى أن هيغ سيؤكد في تقريره أن حزمة المساعدات التي سيتم إرسالها للسوريين سوف “لن تتضمن أية أسلحة أو ذخائر”، إلا أنه سيؤكد أن “هذه السياسة البريطانية قد تتغير إذا استمر الصراع في سوريا”.
وقال هيغ في تصريحات لبرنامج تلفزيوني بريطاني: “أنا لا أستبعد أي شيء في المستقبل، وإذا استمر الصراع لشهور أو سنوات مقبلة، وكان هناك المزيد من الآلاف مهددون بالموت، ودول مثل العراق ولبنان والأردن مهددون بعدم الاستقرار، فهذه أمور لا يمكن أن نتجاهلها”.
وأشار هيغ في تصريحاته التلفزيونية الى أن بريطانيا لم تقم بتسليح المعارضة السورية بشكل كامل حتى هذه اللحظة بسبب المخاوف من وقوع الأسلحة “في الأيدي الخطأ”.
لكن هيغ استدرك قائلاً إنه “يمكن الوصول إلى إجماع لاحقاً على الحاجة لفعل شيء في حال استمر التدهور في الوضع الانساني واستمرت الخسائر في الأرواح”.
وتأتي تصريحات هيغ، والتسريبات المتعلقة بتقريره إلى البرلمان خلال الأسبوع الحالي، بعد أيام قليلة من التعهد الأمريكي بإمداد المقاتلين في سوريا بأسلحة “غير قاتلة”، وهو ما فسّره الكثير من المراقبين على أنها مساعدات لا يمكن أن تحسم المعركة، ولا يمكن أن تنهي الصراع في سوريا.