شارك مئات البريطانيين، الخميس، في تشييع جثمان الطبيب عباس خان الذي توفي في سجون النظام السوري، وسط دعوات غاضبة للحكومة البريطانية بأن تتخذ موقفاً أكثر وضوحاً وحزماً تجاه ما يجري في سوريا، خاصة بعد أن طالت أعمال القتل مواطناً بريطانياً كان في مهمة إنسانية بحتة في سوريا.
وشُيّع جثمان خان في مسجد لندن المركزي بمشاركة المئات من أبناء الجالية العربية والمسلمة، إضافة إلى السوريين الذين حضروا بكثافة التشييع ودعوا إلى معاقبة النظام السوري.
وألقيت في المسجد كلمة قبيل الصلاة على جثمان الطبيب طالبت بالقصاص من القتلة وعدم الاكتفاء ببيانات التنديد والاستنكار من قبل الحكومة البريطانية.
وقال الناطق باسم الهيئة العامة للثورة السورية في أوروبا، بسام جعارة، لـ”العربية.نت”: “إن السكوت على مقتل خان يمثل دليلاً على تواطؤ المجتمع الغربي في الجريمة التي ترتكب في سوريا”، مشيراً إلى أن “الشعب السوري يُقتل يومياً ببراميل المتفجرات تحت علم وسمع المجتمع الغربي الذي لا يُحرّك ساكناً”.
وقال جعارة إن ما يجري في سوريا “جريمة يشارك بها الجميع بما في ذلك الولايات المتحدة والدول الكبرى، ومقتل خان يمثل جزءاً من الجرائم التي يرتكبها نظام بشار الأسد على مرأى ومسمع من العالم”.
واستبعد جعارة أن تقوم الحكومة البريطانية بأي رد فعل ذي اعتبار، مشيراً إلى أن “خان كان مسجوناً لدى النظام السوري ويتم تعذيبه هناك ولم تتحرك الحكومة البريطانية لمحاكمته، وذلك رغم أنه لم يكن مقاتل وإنما كان طبيباً يقوم بعمله الإنساني”.
وبحسب جعارة فإن النظام السوري خشي من أن يخرج الطبيب خان، ويروي للعالم حقيقة ما يجري على الأرض السورية، ولذلك قام باغتياله وتسليمه جثة هامدة إلى ذويه في بريطانيا.
ويتفق مع جعارة مدير مكتب الائتلاف الوطني السوري في بريطانيا، نيبال إسطنبولي، الذي أكد هو الآخر لـ”العربية نت” أن اغتيال الطبيب عباس يمثل محاولة من النظام السوري لإخفاء الحقائق، وخوفاً من أن يعود خان ليروي للعالم ما شاهده من مذابح في سوريا.
وقال إسطنبولي إن “النظام السوري هو بؤرة الإرهاب في المنطقة العربية وفي العالم، وبقتل خان يقوم النظام بإرهاب العالم الغربي أيضاً”.
وطالب إسطنبولي الحكومة البريطانية بالتحرك فوراً لإنقاذ المدنيين الأبرياء في سوريا استكمالاً لرسالة الدكتور عباس خان ووفاء لها. وتابع: “نطالب بمساعدات عسكرية للجيش الحر، ومساعدات إنسانية للاجئين في المخيمات أيضاً”.
يُشار إلى أن جثمان الطبيب البريطاني عباس خان كان قد وصل إلى لندن قبل أيام، وذلك بعد أن توفي في سجون النظام السوري التي أمضى فيها شهوراً عديدة قبل أن يفارق الحياة، فيما تتهم عائلة الطبيب خان بإعدامه تحت أقبية التحقيق من أجل التخلص منه بدلاً من أن يتمكن من أن يروي للعالم ما شاهده في سوريا.