أطلق ناشطون مغاربة مؤخراً حركة “بزَّافْ” على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك للتنديد بغلاء أسعار مختلف المواد الغذائية الرئيسية والخضار والفواكه، كما وتردي خدمات الشركات التي تقوم بتزويد عدد من المدن بماء الشرب.
وعزا مراقبون لجوء الشباب إلى الإنترنت لاستنكار الزيادة في الأسعار إلى ما سموه “الصمت” الذي واجهت به العديد من الأحزاب السياسية والنقابات هذه المعضلة التي تنخر جيوب الفقراء، وتمس مباشرة بالقدرة الشرائية لقطاعات عريضة من المواطنين.
شعارات التنديد
وأسس ناشطون مغاربة شباب على موقع فيسبوك حركة افتراضية أطلقوا عليها اسم “بزّاف”، وتعني باللهجة الدارجة المحلية “كثيرا”، في إشارة إلى الارتفاع الكبير للأسعار في البلاد، والذي لم تعد تستطيع العديد من الأسر الفقيرة وذات المداخيل المحدودة تحمله.
وامتلأت صفحة “بزّاف” بمختلف الشعارات التي تستنكر حالة الغلاء المستشرية، خاصة في أسعار بعض المواد الغذائية وأثمان الخضار والفواكه نتيجة الزيادة في ثمن المحروقات الذي قررته الحكومة قبل أسابيع.
ورفع مؤيدو حركة “بزاف” شعارات من قبيل: “هذا عار هذا عار.. الفقير في خطار”، و”الأسعار نار نار.. والمواطن عايش محتار”، و”كيف تعيش يا مسكين، والفاتورة دارت جنحين”، وغيرها من الشعارات الدالة على وضعية الأسعار المرتفعة في الأسواق المغربية.
احتجاج شبابي
وقال مراد قرماد، العضو في حركة “بزاف” الافتراضية، إن الصفحة لم تأت اعتباطا، كما أنها لم تُنشأ من عدم بل بسبب الشعور السائد بعدم الرضا عن الأسعار في البلاد الذي يكاد يُجمع عليه معظم المغاربة.
وأضاف في حديثه لـ”العربية.نت” أن اللجوء إلى الاحتجاج عبر “فيسبوك” هو محاولة شبابية للضغط بكل الوسائل الحديثة الممكنة على الحكومة من أجل العمل على مراقبة الأسعار وسط جمود أجور العديد من الموظفين الصغار.
ويفكر القيّمون على صفحة “بزاف” بتنظيم وقفات احتجاجية مستقبلا تندد بارتفاع الأسعار في البلاد، وتستنكر أيضا هزالة الخدمات المقدمة من قبل شركات تزويد الكهرباء والماء في بعض المدن. وكان العديد من المواطنون قد احتجوا في مناسبات سابقة من تردي جودة هذه الخدمة وتغير في مذاق الماء المُستهلَك، خاصة في مدن الرباط وسلا والدار البيضاء والمحمدية.
وفي سياق متصل، كان محمد نجيب بوليف، الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة، قد نفى أخيرا أن تكون الحكومة تعتزم الزيادة في أسعار بعض المواد الاستهلاكية، خاصة ثمن قوارير الغاز والزيت والسكر، واعتبرها “مجرد إشاعات لا أساس لها من الصحة”.
محاربة الصمت
وقال عبد السلام أديب، أحد مؤسسي تنسيقيات مناهضة ارتفاع الأسعار بالمغرب، إن مسألة غلاء الأسعار في البلاد تتسم بحساسية كبيرة، وجب الحذر من تداعياتها الاجتماعية والاقتصادية الخطيرة.
واعتبر أديب أن لجوء الشباب إلى الانترنت من أجل الاحتجاج الافتراضي على الزيادة في الأسعار أمر حتمي مادامت الأحزاب السياسية والنقابات لجأت بدورها إلى “الصمت”، ولم تحرك ساكنا إزاء الارتفاعات الأخيرة التي عرفتها بعض المنتجات الغذائية.
وأضاف أديب أن المغاربة لا يمكن أن يظلوا صامتين بدون أي ردة فعل تجاه ارتفاع الأسعار، وهو ما يفسر موقف عدد من الشباب على مواقع التواصل الاجتماعي، مشيراً إلى وجود تخوف من أن تفضي موجة ارتفاع الأسعار المتوالية، خاصة في المواد الرئيسية، الى احتجاجات في الشارع كما حدث سنتي 1981 و1990.