بدأت الإدارة الأميركية منذ أسابيع قليلة التعاطي مع المأساة السورية بمنطق “الطاقة القصوى” فإدارة باراك أوباما تسعى الآن لعقد مؤتمر دولي حول سوريا بحثاً عن حل سياسي، وفي الوقت ذاته، تعمل بكل طاقتها على دعم المعارضين السوريين ميدانياً.
تحجّر الأسد
دفعت صور الهجمات الكيماوية على المواطنين السوريين الرئيس الأميركي باراك أوباما إلى تعديل موقفه من دعم المعارضة السورية “عسكرياً” فتخطّي النظام السوري لـ “الخط الأحمر” أقنع إدارة الرئيس الأميركي أن بشار الأسد لا يفهم الخطوط الحمراء وهو مصرّ على استعمال القوة وحتى النهاية.
ذكر مصدر من المعارضة السورية لـ”العربية.نت” نقلاً عن شخصية سورية تتصل وتجتمع بالرئيس السوري بشار الأسد “أن الرجل مصرّ على موقفه ويبدو متحجّراً ولن يبدّل من استراتيجيته العنيفة خصوصاً أنه يتلقى الدعم الخارجي” وأضاف أن “الرئيس السوري لم يبدّل من مواقفه بعد مقتل أكثر من 70 ألف مواطن وخسارة سيطرته على مساحة واسعة من دولته، ولم يبدّل مواقفه عندما تعرّض رئيس وزرائه لمحاولة اغتيال”، وختم بالقول لـ”العربية.نت” إن الرئيس السوري لن يغيّر من سياسته إلا إذا قُتل أحد أولاده أو زوجته أو تعرّض هو لمحاولة اغتيال”.

بشار الأسد
تغيير الحسابات
يريد الأميركيون من بشار الأسد أن يغيّر من حساباته، وستكون محاولة عقد مؤتمر دولي حول سوريا طريقة جديدة بمساعدة روسية، لإقناع رأس النظام السوري بترك منصبه وإفساح المجال أمام مرحلة انتقالية تعبر خلالها الدولة الى شرعية جديدة.
تعمل الحكومة الأميركية بكل طاقتها للوصول الى هذا “الحلّ السياسي” لكنّها مقتنعة أيضاً أن إمكانية وصول النظام والمعارضة الى حلّ ضعيف جداً، خصوصاً أن المعارضة غير موحّدة وهناك أطراف خارجية كثيرة باتت تؤثّر على السوريين، ومنهم إيران وحزب الله ويعتبران أن مصير النظام جزء من مصيرهم.
أما الأردنيون فيودّون نهاية قريبة للمشكلة السورية، فقدرتهم على تحمّل الأعداد العالية من اللاجئين تصل الى نقطة الإشباع. على الجهة الأخرى يبدو الموقف التركي أكثر تعقيداً، فبعدما سيطر الثوار على مناطق من محيط حلب وإدلب، توقف سيل اللاجئين وتراجعت الدعوات التركية لوقف الحرب فوراً.
المساعي والتسليح
أحد العاملين على دعم المعارضة السورية في واشنطن، وعندما سألته “العربية.نت” عن الحلّ السياسي فقال “حظاً سعيداً” أي لا حظوظ أبداً.
وأشار الى أن الإدارة الأميركية تركت للفرنسيين والبريطانيين حرية تقديمهم تسليحاً للجيش الحرّ خلال الأسابيع المقبلة، في حين ستعتمد واشنطن التسليح على مراحل، وهي بدأت بالفعل وتشمل تقديم المساعدات غير الفتاكة.
يبدو هذا النوع من التسليح بريئاً في ظاهره، لكنه فعلياً يضع آليات عمل الثوار السوريين قيد التجربة. فالأميركيون يريدون التأكد أن الثوار السوريين قادرون على استلام شحنة من المساعدات وإن الثوار سيتمكنون من نقل شحنة ترميها طائرة وان ينقلوا الشحنة من منطقة إلى أخرى في سوريا من دون أن تتعرض للسرقة أو التهريب.
ويريد الأميركيون التأكد أيضاً أن تصل شحنة المساعدات مجموعة تستعملها وتكون معروفة للأميركيين ولا تنتمي الى أي تنظيم إرهابي، خصوصاً أن الأميركيين صنّفوا جبهة النصرة كتنظيم إرهابي والنصرة أعلنت أنها تنتمي الى القاعدة.

شارك الخبر:

شارك برأيك

تعليق واحد

  1. انشالله بيسحلوك على أقرب مجرور عن دب المغارة والكلاب بتاكلك أكل

ماذا تقول أنت؟

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *