أصدر رئيس النظام السوري، #بشار_الأسد، الأربعاء، قرارا بتعيين شقيقه اللواء ماهر، قائداً للفرقة الرابعة التابعة لحرسه الجمهوري.
وتعتبر الفرقة الرابعة إحدى أقوى القطع العسكرية المتبقية لدى النظام السوري، خصوصاً أنها كانت تخضع سابقاً لسلطة شقيقه ماهر، دون صفة رسمية مباشرة، لأنه كان بمنصب قائد لواء فيها، فقط.
وتأسست #الفرقة_الرابعة في عهد الرئيس السابق حافظ الأسد، وتولى رفعت، شقيقه، ونائبه فيما بعد، وقتذاك، الإشراف مباشرة على تأسيسها. وتعتبر حماية العاصمة دمشق، المهمة الأساسية لها.
وساهمت بقمع الثورة السورية منذ عام 2011 من خلال عمليات القصف والقتل والتدمير الذي كانت تقوم به في المناطق الخاضعة لسلطة الثوار السوريين، ويعزى لها ارتكاب عشرات المجازر بحق الثائرين على نظام الأسد.
وحمل #ماهر_الأسد، رتبة لواء، في الأول من العام المنصرم، إلا أنه لم يتم الإعلان رسمياً، عن ترفيعه من عميد إلى لواء، إلا أواسط عام 2017.
وتقاتل الفرقة الرابعة، في شكل أساسي، في المناطق المحيطة بالعاصمة دمشق، وتعتبر القوة التي يخصصها النظام السوري للدفاع عن مؤسسات النظام وما يتفرع منها في العاصمة، وتشكّل قوة عسكرية تدعمها روسيا بدبابات متطورة وأسلحة صاروخية مختلفة، كما أنها تتمتع بميزانية مالية مفتوحة، وقد منحت امتيازات إضافية جعلتها تتحكم بمفاصل الطرق بين العاصمة وما يحاذيها من محافظات وحدود دولية.
ميليشيات ” #لواء_الإمام_الحسين” وهي إحدى ميليشيات #إيران في سوريا، تعمل بالتنسيق والهرمية الإدارية من داخل الفرقة الرابعة. ويأتي شعار الميليشيات المذكورة مرفقاً بشعار الفرقة الرابعة، جنباً إلى جنب. وفور إعلان تسمية ماهر الأسد، قائداً للرابعة، نشرت الصفحة الفيسبوكية الخاصة بها، منشوراً داعماً للقائد الجديد، وجاء موقّعاً باسم أسعد البهادلي، الذي تولى زعامتها بعد مقتل والده في سوريا عام 2017.
وارتفعت نسبة التنسيق والقتال المشترك، ما بين ميليشيات الإمام الحسين، وقيادة الفرقة الرابعة، في الأشهر الأخيرة، في شكل ملحوظ. إذ بدأ قادة الفرقة من ضباط النظام، بالظهور العلني مع قادة الميليشيات، وكان آخرها ظهور العقيد غياث دلاّ، وهو أحد قادة الفرقة الرابعة، مع أسعد البهادلي، زعيم الإمام الحسين، في مناطق مختلفة من الغوطة الشرقية لدمشق.
وشهدت معارك مدينة “درايا” التابعة لريف دمشق، تنسيقاً كاملا بين الفرقة الرابعة وميليشيات الإمام الحسين، قبل مقتل زعيمها الذي كان يصلّي بعناصره في مساجد المدينة.
وظهر في #الغوطة_الشرقية، في 22 من شهر آذار/مارس الماضي، أسعد البهادلي، زعيم ميليشيات “لواء الإمام الحسين” مع العقيد غياث دلا، أحد القادة الميدانيين التابعين للفرقة الرابعة.
ونشرت الصفحة الفيسبوكية الرسمية لتلك الميليشيات، صورة تجمع العقيد في حرس الأسد الجمهوري، بزعيم ميليشيات لواء الإمام الحسين، وكتبت فوق الصورة: “الحاج أسعد البهادلي مع سيادة العقيد غياث، غيث الانتصار، أثناء ترحيل مسلّحي (مدينة) حرستا وإعلان النصر”.
ويشار إلى أن المكان الأساسي لانتشار “لواء الإمام الحسين” هو جنوب دمشق، في منطقة السيدة زينب، إلا أنها تلقت أوامر بالانتقال من جنوب دمشق إلى شرقها، لمساندة جيش الأسد ومساعدته على اقتحام الغوطة الشرقية.
وتسلّم أسعد البهادلي، قيادة ميليشيات لواء الإمام الحسين، خلفاً لوالده أمجد البهادلي، الذي مات أو قتل، في سوريا، عام 2017.
واللواء ماهر الأسد، من مواليد عام 1967، ودرس الهندسة الميكانيكية في دمشق، ثم التحق بعد تخرّجه، بالكلية الحربية، ليتخرج منها، ثم يتم تعيينه بالفرقة الرابعة التي ارتبط اسمها به، نظراً للنفوذ الواسع الذي تمتع به فيها، منذ دخوله في ملاك الفرقة.
وتختلف التفسيرات حول سبب تعيين الأسد شقيقه ماهر، بمنصب قائد للفرقة الرابعة، خصوصا أنه عمليا يعتبر قائدها دون أن يحمل هذه الصفة الرسمية. منها ما يعتبر أن تعيينه علناً قائداً للفرقة، هو لشدّ عصب عناصر الأسد، بعد ما واجهته الفرقة من صعوبات هائلة في اقتحام أمكنة مختلفة من غوطة دمشق، والخسارات الكبيرة التي منيت بها في الأيام الأخيرة على أبواب حي القدم وجوبر والحجر الأسود.
ومن التفسيرات، أن تعيين ماهر قائدا للفرقة الرابعة، قد يكون متصلا بما يتم تداوله عن “ترتيبات” لحل الأزمة السورية، قد تفضي لرحيل بشار الأسد، ضمن توافقات دولية معينة، فيكون وجود شقيقه ماهر في مؤسسة الجيش، نوعاً من “الطمأنة” لبيئة النظام وتستثمره #روسيا وإيران، بإبقاء ما تبقى من جيش النظام السوري، موحّداً.