بطرس بطرس غالي، الأمين العام الأسبق للأمم المتحدة، الذي وافته المنية الثلاثاء عن عمر يناهز 94 عاما هو سليل عائلة أنجبت أبرز وأهم وزراء في مصر. كما تزوج يهودية مصرية اسمها ليا نادلر تنتمي لعائلة نادلر الشهيرة قبل ثورة يوليو، وكانت تمتلك أكبر مصانع حلويات في مصر قبل تأميمها، أما شقيقتها شيلا نادلر فقد تزوجت وزيراً إسرائيليا .
في آخر حواراته الصحافية، قال بطرس غالي، إنه ولد في عائلة كان لها ارتباط بالأجهزة الحكومية منذ البداية، فجده كان يعمل وكيلاً لدائرة أحد أشقاء الخديوي إسماعيل، بجانب مناصب أخرى للأشقاء والآباء.
ويقول إن البداية كانت عند نيروز غالي، جده الأكبر الذي تولى منصب ناظر الدائرة السنية لشقيق الخديوي إسماعيل في الصعيد، أما ابنه بطرس نيروز غالي فقد تولى منصب رئيس وزراء مصر في الفترة من 12 نوفمبر 1908 إلى 1910، ويعد أول رئيس وزراء مصري يتولى المنصب، وتم اغتياله على يد إبراهيم ناصف الورداني في 20 فبراير 1910.
ترأس بطرس غالي محكمة حادثة نشواي الشهيرة باعتباره قائما بأعمال نظارة الحقانية في 23 نوفمبر 1906 وقضت بالإعدام شنقا لأربعة من الأهالي، وبالأشغال الشاقة مددا مختلفة لعدد آخر، وبالجلد خمسين جلدة على آخرين، وتم تنفيذ الأحكام بعد محاكمة استمرت ثلاثة أيام فقط وأمام الأهالي.
ابن بطرس نيروز غالي وهو واصف ولد بالفجالة في القاهرة في 14 أبريل 1878، وتعلم في مدرسة الجزويت بالقاهرة، وحصل على ليسانس الحقوق من فرنسا عام 1904، وبعد عودته من باريس عمل بالمحاماة، ثم اختير وزيرا للخارجية في أول وزارة شعبية برئاسة سعد زغلول، ثم تولى نفس المنصب في وزارة مصطفى النحاس الأولى والثانية والثالثة والرابعة .
وكان آخر عنقود الوزراء في عائلة بطرس غالي يوسف بطرس غالي وزير المالية والاقتصاد في عهد مبارك والهارب حالياً إلى بريطانيا بعد ثورة يناير، هربا من ملاحقات قانونية.
“أمي ليست أرمنية وأبي غضب مني”
نعود لبطرس غالي الذي تولي منصب الأمين العام للأمم المتحدة فيقول في آخر حوار له مع مجلة جون افريك إن أمه ليست أرمنية، وإن أباه غضب منه بسبب التحاقه بكلية الحقوق، مشيراً إلى أن معظم العائلة انتمت إلى وزارة الخارجية.
وقال إنه لعب دورا قويا في مفاوضات الصلح بين مصر وإسرائيل، وهو الذي علم عبدالرحمن عزام أول أمين للجامعة العربية اللغة الفرنسية.
وعن السيسي قال غالي هو رجل يستمع، وأسئلته ذكية، وأنقذ مصر من الإخوان وتردد كثيرا في تولي السلطة، لكنه قرر أن يفعل ذلك لأنه لا يوجد حل آخر، وأكد أن مصر تحتاج 5 أعوام للنهوض من كبوتها بعد عام حكم الإخوان، مضيفا أنه كان في انتظار ما سماه “الفرعون”، مثل الملك مينا وآخرين، وأنه يعني بكلمة فرعون، هو الزعيم صاحب التأييد الكبير مثل السيسي .
وعن أزمة سد النهضة أكد “غالي” أن القاهرة يجب أن تتعامل مع أزمة سد النهضة بمنطق المصالح، وماذا يمكن أن تعطي مصر لأديس أبابا بدلا من بناء السد.