العربية – دعا البطريرك مارلويس ساكو رافائيل الأول، بطريرك الكنيسة الكلدانية في العراق والعالم، النظام السوري إلى مراجعة نفسه، والقبول بمطالب الإصلاح والتغيير، معتبراً أنه إذا كان هناك ظلم فإنه لا يعالج بظلم آخر.
وعن الربيع العربي يقول البطريرك ساكو “من المقبول أن يكون هناك ربيع عربي للجميع، وأن تكون هناك إصلاحات في البنى والاقتصاد والثقافة والاجتماع، ولكن من غير المقبول أن يتحول الربيع إلى لون واحد ونظام واحد وصوت واحد ويتحول إلى مجال للتصفيات”.
وتابع: “نحن مع مطالب العدالة وحقوق الناس، والمسيحيون مشتركون في الربيع العربي، سواء في مصر أو سوريا، لكننا ضد عسكرة هذا الربيع، لأن في ذلك خسارة للجميع”.
الإرهاب عدو العراق
إن الإرهاب في العراق هو واحد ضد الجميع، وله أجندة خاصة لإشاعة البلبلة والفتنة وتدمير كل شيء، وكون المسيحيين أقلية فإن جسامة الضرر بالنسبة إليهم أكبر، كما أن المسيحيين ليسوا طرفاً في العملية السياسية والصراع السياسي، وبالتالي يشعرون بوطأة الإرهاب أكثر من غيرهم”.
وفي تعليقه على بعض الأصوات المنادية بإقامة منطقة خاصة بالمسيحيين في العراق تتمتع بالحكم الذاتي، رفض البطريرك ذلك، وقال لبرنامج “نقطة نظام” الذي يقدمه الزميل حسن معوض، والذي سيعرض الجمعة، إنه لا يوافق على خلق كيانات خاصة، سواء إثنية أو مذهبية في العراق، مشيراً إلى أن المسيحي أو غير المسيحي لا يمكن أن يعيش منغلقاً فيما يشبه الغيتو، ومثل هذا المشروع ليست له مقومات الحياة وهو كيان مصطنع. وقال إذا تعرض العراق للتقسيم فهذه كارثة.
أما عن إمكانية قيام دولة إسلامية في العراق، فقد صرح البطريرك مار لويس ساكو قائلاً: لا أتصور أن أي دولة مذهبية أو دينية قابلة للحياة في القرن الحادي والعشرين، لا مسيحية ولا يهودية ولا إسلامية، العالم تغير وأصبح متعدداً ومنوعاً، ويجب أخذ هذا التغيير بعين الاعتبار. وأضاف: لا بأس أن تكون هناك روح أو فكر أو ثقافة إسلامية واسعة تحتضن الجميع دون أن تطبق الشريعة على الكل أو على تفاصيل الحياة اليومية.
وفي هذا السياق، قال البطريرك ساكو، الذي درس الفقه الإسلامي: هناك آيات قرآنية بديعة تدعو إلى المعاملة الحسنة، وترى أن المسيحيين هم أقرب الناس مودة للذين آمنوا، ولكن هناك آيات ذكرت في ظروف خاصة، فلا يجوز أن تؤخذ للتعميم، لافتاً إلى أن الجميع بحاجة إلى قراءة واضحة ومنفتحة ومتحاورة لا تسيء إلى الإسلام وغيره.
الطائفية والتهميش
وفي هذا الخصوص، أكد البطريرك مار لويس ساكو، أن هناك شيئاً من الطائفية والفئوية والتهميش في الدساتير والمناهج في المنطقة، مطالباً بأن يقوم الدستور على قاعدة المواطنة الواحدة، سواء كان المواطن مسيحياً أو مسلماً أو عربياً أو كردياً أو تركمانياً.
ودعا إلى تنقية البرامج من كل ما ينطوي على الإثارة والمفاضلة والانتقاص من الديانات والقوميات، بالإضافة إلى أن هناك حاجة لمراجعة هذه البرامج، سواء في مجال التربية الوطنية أو الاجتماعية أو الدينية. وتساءل البطريرك قائلاً: المسيحيون جزء أصيل من التراث العراقي والسوري والعربي والإسلامي، فأين هو تراثهم؟ ولماذا لا تقام في العراق مكتبة أو متحف لهذا التراث، الأمر الذي يعد من مسؤولية الدولة.