بعد مرور شهرين على إقالة الدكتورة هيام محمود، ابنة وزير الدفاع السوري الأسبق علي حبيب محمود، من منصبها، يعود #الضابط رفيع الرتبة إلى واجهة الأحداث مجدداً، وأصبح خبر الساعة في عدد لا يحصى من المواقع الإعلامية والإخبارية والشخصية، بأنباء تم تناقلها عن زيارة له إلى #تركيا قادماً من باريس لما قيل إنه من أجل بحث تشكيل حكومة سورية عسكرية وسوى ذلك، والتي لم تتأكد بعد في كل الأحوال.
لكن الرجل كان عرضة لشائعات كثيرة طالته، منذ أول بدايات ما قيل إنه خلاف بينه ورئيس النظام السوري حيال موضوع زج الجيش في حماه، أوائل الثورة السورية. والتي على إثرها تمت إقالته ثم تعيين العماد داوود راجحة خلفاً له في وزارة الدفاع، الأخير الذي قضى بتفجير الأمن القومي في دمشق عام 2012.
رسمياً، كانت الأسباب الصحية وراء إقالته من منصبه. إلا أن الهمس لم يتوقف عن خلاف نشب ما بينه والأسد وشقيق الأخير العميد ماهر، عندما عبّر حبيب عن رأيه بضرورة عدم زج الجيش في مناطق مدنية.
حبيب ظهر على شاشة التلفزيون الحكومي منذ عدة سنوات، معبرا عن انتمائه إلى مؤسسة الجيش. ثم انقطعت أخباره التي تخللها كل فترة خبر من هنا أو هناك، لم يثبت أي منها، حتى الآن، كخبر مقتله.
إلا أن الإشارة التي يمكن أن يكون نظام الأسد قد أطلقها فعليا، بحق هذا الرجل، وبعد إقالته من منصبه، هو إقالة ابنته الدكتورة هيام من منصبها كمديرة لمستشفى #جراحة_القلب الحكومي. خصوصا أن الإقالة سُبِقت بحملة عنيفة ضدها اتهمتها بـ”الفساد” علناً، ودون أن يصدر عن الدكتورة المقالة أي رد فعل إزاء اتهامها بالفساد الذي عمل مقربون من دوائر الأمن السوري إلى ترويجه على صفحات “فيسبوك” مزوداً بصور القصد منها إظهار “فساد” ابنة العماد علي حبيب.
أقيلت الدكتورة هيام من منصبها بتاريخ الـ 25 من شهر أيار/مايو الفائت. ولم يخف مقربون من الأسد، فرحتهم بإقالتها. وهو أمر يندر كثيرا في “أدبيات” نظام الأسد الذي يحرص على منح “الحماية” لضباط الجيش الكبار، خصوصا من هم في مرتبة العماد علي حبيب الذي سبق وتولى مناصب مختلفة، منها تعيينه قائدا للقوات الخاصة عام 1994 ثم نائباً لرئيس هيئة الأركان عام 2002 وفي عام 2004 أصبح رئيسا لهيئة الأركان العامة، ثم نائباً للقائد العام للقوات المسلحة وزيرا للدفاع عام 2009. ثم إقالته من منصبه في شهر آب/أغسطس من عام 2011. بعد اندلاع الثورة السورية لإسقاط نظام الأسد.
إقالة ابنة هذا الضابط الذي ولد في طرطوس الساحلية عام 1939 والذي شغل كل هذه #المناصب، إضافة إلى عدد وافر من الأوسمة التي حازها بسبب خوضه حرب تشرين/أكتوبر وتاريخه العسكري، وبحملة وصلت حد وصفها بالفاسدة، ثم إقالتها بعد ثلاثة أشهر من انطلاق تلك الحملة، يحمل في طياته شيئا من الرسائل إلى أبيها العماد السابق.
إذ لا يمكن أن “يُعطى” الإذن بوصف ابنة واحد كالعماد حبيب، بأنها فاسدة، ثم تتم إقالتها فورا بعد تلك الحملة وتحت عنوان “لا حصانة لمرتكِب” كما نشرت صفحات فيسبوكية مرخّصة رسميا من وزارة الإعلام السورية، لممارسة نشاط إخباري، إلا إذا كانت هناك نية مبيتة لتوجيه رسالة إلى أبيها.
إذ كان يمكن إعفاؤها من منصبها من دون الخوض في سيرتها، لو شاء النظام ذلك، وفعل مع كثيرين من محسوبياته الذين كانوا في السلطة وفاحت رائحة فسادهم حتى أزكمت الأنوف. إلا أن النظام تقصّد إرسال هذه الرسالة إلى العماد علي حبيب، كتهديد بأنه قد يطاله ما طال ابنته الدكتورة هيام من حرب دعائية تُنهي سيرته العسكرية الطويلة.
هذه هي الأكمة التي يمكن أن يكون وراءها ما وراءها، من قصة العماد علي حبيب الذي عاد ليتصدر الأخبار غير المؤكدة، من زيارة إلى تركيا قادما من باريس، وما أُشيع عن حكومة عسكرية، كان يمكن أن تتشكل في الحقيقة أوائل الثورة السورية على #الأسد- لو كانت ستتشكل- وليس الآن، بعد تدخل الجيش الروسي بقواته الجوية وغير الجوية لصالح رئيس النظام السوري بشار الأسد.